مرحبا،،،
إيماناً مني بأهمية مشاركة المعرفة أشارككم هنا موضوع هام عن تحليل المضمون (المحتوى) كأداة من أدوات جمع البيانات ويتميز استخدام هذه الأداة في البحوث الاجتماعية في الكشف عن القيم والآراء والاتجاهات الثقافية في المجتمع سواء في الماضي أو الحاضر وكما أنها تصور الأوضاع الاجتماعية والثقافية ودراسة التغير الاجتماعي في فترات تاريخية مختلفة للمجتمع لتحديد اتجاه التغير ومداه، كما تفيد في دراسة اتجاهات الرأي العام العالمي باستخدام الملاحظة أو الاستبيان, وذلك ممكن بقياس اتجاه الصحف والمجلات والكتب التي تصدر في الدول المدروسة وبرامج الإذاعة التي تكتب عن الدول، وتكون معبرة عن الواقع الذي يعيشه المجتمع إلى حد كبير(حسن، 1998م، : 403).
تعريف تحليل
المضمون:
يعرف بأنه / الأسلوب الذي يهدف
إلى الوصول الموضوعي المنظم الكمي للمحتوى الظاهر للاتصال(حسن،1998م:404).
عرفه (BERELSON) "هو تقنية
منهجية تعمل على إعطاء وصف كمي موضوعي منظم ومنسق للمضمون الظاهر لموضوع ما في
وسائل الإعلام"(نوري، 2007م: 131).
كما عرفه(HOLSTI)
" هو تقنية لعمل استنتاجات حول موضوع ما وذلك بالتعرف بموضوعية وبنسق منظم
على خصائص معينة لرسائل وموضوعات معينة"(نوري، 2007م: 131).
ويذكر (نوري) أن
التعرفان أعلاه يتفقان في وصف تحليل المضمون بالموضوعية والنسقية ويقصد بالموضوعية
تحديد القواعد مسبقاً بوضوح بالنسبة لتصنيف المواد الخام بمعنى ضرورة وضوح القواعد
حتى يمكن تجنب الوقوع في التحي، أما النسقية فيقصد بها تطبيق القواعد بطريقة ثابته
حتى لا يقع الباحث بالتحيز(نوري، 2007م: 131).
ومن التعاريف السابقة لتحليل المضمون كأداة من أدوات البحث الاجتماعي والتي يتضح منها أنها تستخدم لجمع البيانات وذلك لتحديد وجود كلمات أو مفاهيم داخل نص أو مجموعة من النصوص بحسب الباحث حيث يحلل وجود معنى علاقات الكلمات أو المفاهيم ، ثم يقوم باستنتاجات حول المضامين التي يحملها النص أو الكتب والمقالات والمقابلات التلفزيونية والمناقشات والوثائق التاريخية والخطب والمحادثات والإعلانات والمحادثات غير الرسمية ، فكل أنواع التعبير اللغوي تستطيع من خلالها استخدام تحليل المحتوى كأداة للبحث، والتمايز بين التعاريف السابقة أن تعريف (حسن) أشار للجانب الكمي ولمحتوى الاتصال الغير محدد وذلك يتفق مع تعريف BERELSON ويختلف تعريف HOLSTI عنهما في جانب تخصيصه للرسائل والموضوعات بذكره معينة.
1-
يستخدم في وصف
محتوى مادة الاتصال وهذه المادة لها أهمية في مجال البحث الاجتماعي ويشمل
استخدامها في الكتب والرسائل والخطب والمحادثات والصور والأفلام وبرامج التلفزيون،
ويستخدم كذلك في أبحاث علم النفس والاجتماع والأنثربولوجيا والتربية.
2-
يتم هذ الأسلوب
بدراسة المضمون الظاهر للاتصال وليس من الضروري أن يشغل الباحث نفسه بمحاولة
التعرف على نوايا ومقاصد الكاتب أو المتحدث وإن كان من الممكن تبين دوافع الكاتب
أو المتحدث من خلال كتاباته أو أحاديثه.
3-
ينبغي مراعاة
الموضوعية التامة في تحليل المضمون لمادة الاتصال بحيث لا يتأثر الباحث بأهوائه
الشخصية أو دوافعه الخاصة.
4-
ينبغي أن يتم
تحليل المضمون لمادة الاتصال بطريقة منظمة بحيث لا يصنف الباحث المواد التي تسترعي
انتباهه فحسب أو تخدم فكرة معينة يأخذ بها وإنما يصنف جميع المواد المناسبة في
العينة في ضوء جميع الفئات التي سبق تحديدها حتى يمكن الوصول إلى تعميمات علمية
سليمة.
5-
يستلزم استخدام
تحليل المضمون ترجمة الفئات إلى أرقام وذلك عن طريق رصد تكرار الفئات المختلفة
وتحديد درجات لانتشار وسيلة الاتصال وشدة تأثيرها في جمهور القراء أو المشاهدين أو
المستمعين(حسن،1998م:405).
أسس استخدامه:
1-
امكانية معرفة
الدوافع والأهداف التي يرمي إليها الكاتب أو المتحدث وتأثير مضمون مادة الاتصال
على أفكار الناس واتجاهاتهم.
2-
الباحث والمرسل
والمستقبل يلتقون عند نقطة واحدة وهي المعاني والأفكار التي يهدف إليها الكاتب أو
المتحدث وهي محور الاهتمام بالاتصال.
3-
الوصف الكمي
لمضمون مادة الاتصال هو وصف ذو معنى أي أن الأرقام لها مدلولات محددة وهذا يعني أن
تكرار خواص فئات معينة في مدة الاتصال هو في حد ذاته عامل مهم من عوامل
الاتصال(حسن،1998م:405).
أوجه استخدامه: يحصر
(BERELSON) أوجه استخدام تحليل المضمون كما يلي/
1-
تحديد خصائص
المحتوى ويتضمن ذلك وصف الاتجاهات البارزة في محتويات الاتصال أو الكشف عن الفروق
القائمة بين دولة وأخرى بتحديد المفاهيم التي استقرت في كل دولة.
2-
تحديد أهداف
الاتصال والطرق التي اتبعت في عرض مادته، ويتضمن ذلك تحديد الأهداف التي يرمي
إليها المرسل والتعرف على الحالة السيكولوجية للأفراد والجماعات التي تعرض عليها
مادة الاتصال.
3-
دراسة الجمهور
المستمع أو القارئ أو المشاهد وتأثير الاتصال على الجمهور، ويتضمن ذلك الكشف عن
الاتجاهات والاهتمامات والقيم السائدة في الجماعات المختلفة وتحديد محور الاهتمام
في محتوى الاتصال(حسن،1998م:405-406).
كما
يستخدم في مجالات متنوعة كدراسات السوق والإعلام والأدب والنقد والاثموجرافيا
والدراسات الثقافية ودراسات النوع والعمر وعلم الاجتماع والنفس والعلوم السياسية
والعديد من المجالات الأخرى، فمثلاً الإعلام ودراسات السوق والإعلانات التجارية
نستطيع من خلال تحليل المحتوى أن يفيدنا مدى إمكانية نجاح إعلان معين وكيفية
الإعلان وكيف يحرك المشاعر لدى المجتمع.
أنواع تحليل المحتوى: وقد أشار لها (نوري،2007م)
بأنها تنقسم لقسمين:
1-
تحليل المفاهيم: يعنى
بتحديد وجود وتكرار المفاهيم.
2-
تحليل العلاقات: دراسة
العلاقات بين المفاهيم بالنص.
كما وأشار لما ينبغي وضعه في
الاعتبار عند تطبيق طريقة تحليل المضمون، لما يلي:
1- الأشخاص
ذو الأهمية.
2- الموضوعات
ومضامينها.
3- التوجهات(نوري،2007م:135).
وفي
الفقرات التالية سيتم عرض خطوات تحليل المضمون للاتصال والمفاهيم:
خطوات تحليل مضمون
الاتصال:
تختلف مادة
الاتصال المراد تحليل مضمونها حسب نوع المشكلة المراد دراستها فقد يتخير الباحث
مجموعة من الصحف أو الكتب أو الخطابات أو المحاضرات أو الأفلام أو السير الشخصية
ليقوم بتحليلها وفق خطة مرسومة لا تختلف عن خطة البحث في العلوم الاجتماعية،
وخطوات الدراسة تتمثل فيما يلي:
1-
اختيار عينة
المصادر: قد تكون صحف أو مجلات...
2-
اختيار العينة
الزمنية: المقصود الفترة الزمنية التي سيقوم الباحث بجمع بياناتها.
3-
اختيار عينة
الوحدات: ويقصد بها الكلمة، الموضوع، الشخصيات، المفردة، مقاييس المساحة
والزمن.
4-
تحديد فئات
التحليل: ويقصد بها موضوع الاتصال ومحتواه ومعاييره والقيم التي يعتنقها
الأشخاص، وطرق تحقيق الأهداف والغايات وتحديد السمات الشخصية للأفراد مثل السن أو
الجنس، وتحديد الفاعل في تحديد الشخص أو الجماعة، تحديد السلطة ويقصد المرجع الثقة
للمصدر، وتحديد المكان الذي تصدر منه مادة الاتصال، والهدف في التعرف على نوع
الأفراد أو الجماعات.
5-
تصنيف المواد
المناسبة في العينة، أي يصنف جميع المواد المناسبة في العينة.
6-
تحليل البيانات
المصنفة بحيث تترجم إلى أرقام ومن ثم تحديد الفئات المكررة ودرجات الانتشار
وشدة التأثير لوسيلة الاتصال.
7-
التأكد من ثبات
التحليل(حسن،1998م:407-408).
ومن الخطوات أعلاه
يتضح بأن طريقة تحليل المضمون لها مجموعة من الخطوات والتقنيات المنهجية للبحث
العلمي المنظم في مجالات من الواقع الاجتماعي تستهدف تحويل المعطية الكيفية إلى
بيانات كمية تخضع للقياس والموضوعية والتعميم وذات الأهمية على المستوى النظري
والعملي، والمحتوى قد يكون نصاً فيتم تفكيكه لفئات على مستويات مختلفة مثل كلمات
الجمل والأفكار والفقرات ثم تختبر بواسطة واحده من طرق تحليل المحتوى أو المفاهيم
أو العلاقات ليتم التأكد من ثبات تحليلها.
خطوات إجراء تحليل المفهوم:
1-
تحديد أسئلة البحث ومستوى
التحليل.
2-
تحديد عدد المفاهيم المدونة.
3-
تحديد نوع التدوين.
4-
تحديد طريقة التمييز بين المفاهيم.
5-
تحديد قواعد لتدوين النصوص
وتقسيمها إلى فئات مكونة من كلمات أو تعابير.
6-
تحديد البيانات الغير ضرورية،
وتحليل النتائج وترميزها(نوري، 2007م: 137-138).
مزايا تحليل المضمون:
1-
الشفافية والوضوح التام للخطوات والترميز.
2-
تسمح بالعمليات الكمية والنوعية.
3-
توفر رؤى تاريخية وثقافية قيمة عبر الزمن من خلال تحليل
النصوص.
4-
المرونة حيث يسمح بمقارنة النص بين الفئات المحددة.
5-
وسيلة غير متطفلة لتحليل التفاعل وخلوها من التأثير
الشخصي للباحث.
6-
يسمح بجمع معلومات من بعض المجموعات الاجتماعية التي
يصعب الحصول عليها بطرق أخرى مثل: كبار رجال الدولة, القادة
العسكريين(نوري،2007م:142).
عيوب تحليل المضمون:
1-
تحتاج لوقت طويل للتفسير والتصنيف للفئات
الواردة في دليل الترميز.
2- المعلومات
المأخوذة من الوثائق قد لا تكون حقيقية ومأخوذة من مصدرها الصحيح.
3-
تفتقر للإطار النظري.
4-
الاختزال المتأصل فيها خاصة
عندما تتعامل مع النصوص المعقدة.
5-
تجاهل الإطار الذي انتج فيه
النص.
6-
صعوبة الحصول على إجابات
للأسئلة التي تتطلب معرفة الأسباب(نوري، 2007م: 143).
قرآءة مُثرية ودُمتم بخير.
المراجع:
1-
حسن، عبدالباسط
محمد (1998م). أصول البحث الاجتماعي. الطبعة الثانية عشر، مكتبة وهبة،
القاهرة.
2-
نوري، محمد عثمان
(2007م). تصميم البحوث في العلوم الاجتماعية والسلوكية. الطبعة
الأولى، خوارزم العلمية للنشر والتوزيع، جده.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
مرحبا بك.