(الهجرة مفهومها وأنواعها وأسبابها باعتبارها من معوقات التنمية) - الباحث الاجتماعي Social Researcher

أحدث المشاركات

مدونة الدكتور/ عادل بن عبدالرحمن الخُضيري

السبت، 1 فبراير 2020

(الهجرة مفهومها وأنواعها وأسبابها باعتبارها من معوقات التنمية)

 



مرحبآ،،،

موضوع هذه المشاركة هو جزء من بحث أعددته سابقاً وأردت هنا إثراء المعرفة العلمية في مجال التنمية والهجرة لذلك سأعرض لكم عن المفهوم وأنواع الهجرة والأسباب ولمعرفة لماذا تعتبر الهجرة من معوقات التنمية.

مفهوم الهجرة:

الهجرة لغوياً : من الهجر وهو انتقال الانسان من حال إلى حال أو من مكان إلى مكان آخر. وتعني انتقال الفرد من مكان إلى آخر لتحقيق أغراض معينة، وقد تكون الهجرة داخلياً أو خارجياً(الخضيري، 2008: 35).

ومن ضوء ما قرأت من تعريفات عدة عن الهجرة أعرفها إجرائياً بأنها: قيام الفرد بترك وهجر مكان إلى مكان آخر بقصد مخطط أو بغير تخطيط مسبق لظروف قاهرة أو غير قاهرة.

أنواع الهجرة: لها ثلاث تصنيفات

الأولى:-  حسب المكان :

 هجرة داخلية، وتحدث داخل حدود الدولة.

 هجرة خارجية، وتحدث من دولة إلى أخرى.

وتنقسم إلى ثلاث أقسام : موسمية و مؤقته و دائمة.

الثانية:- حسب الزمان:

هجرة مؤقته، وتكون محددة الوقت ومخطط لها لفترة وجيزة ومن ثم العودة للبلد.

وهجرة دائمة، الهجرة من الأوطان بغير رجعة.

الثالثة:- حسب الإرادة:   اختيارية، تكون باختيار الفرد وإرادته الذاتية، وقسرية، يجبر عليها الفرد بالقوة(الخضيري،2008: 38-41).

أسباب الهجرة :

1-      ذاتية اختيارية من قبل الفرد.

2-       نتيجة التعرض لكوارث طبيعية.

3-      عوامل اقتصادية.

4-      عوامل سياسية.

5-      عوامل اجتماعية (الخضيري،2008: 63-64).

 

الهجرة ومعوقات التنمية:

لماذا تعتبر الهجرة من معوقات التنمية لأن الانسان هو أساس التنمية والانتاج والإدارة فعندما يهاجر الانسان من مكانه أو موطنه  فإن التنمية قد تتوقف في موطنه فالأوطان لا تقوم إلا على سواعد مواطنيها بشتى مستوياتهم من حرفيين ومزارعين وصيادين ومصنعين ومعلمين وأطباء ومهندسين وإداريين وغيرها العديد من مختلف المهن التي تسهم في التنمية والتقدم ونقل الوطن من وضع التخلف إلى التطور والتقدم والرقي بشتى المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والصحية.

 لذا فإن الهجرة تعد من معوقات التنمية ومن أسباب التخلف في المجتمعات، وقد توصلت العديد من الدراسات بأن الهجرة تكثر في البلدان النامية كهجرة العقول والكفاءات العلمية والخبرات؛ لأسباب عديدة مثل البطالة أو عدم الاهتمام بهم وعدم تقدير تلك الكفاءات أو ضعف الدخل المادي، مما يترتب على ذلك هجرة  الفرد وبذلك تخسر تلك البلدان هذه الكفاءات وبالتالي لا تواكب التقدم والتطور فتتخلف.

النظريات المفسرة للهجرة:

-نظرية البعد الفردي: وينظر هذا البعد إلى الفرد المهاجر على أنه جزء من العالم ويعتبر الفرد أنه مواطن عالمي والعالم كله وطن له وأن له الحرية في الانتقال لأي جزء في العالم واختيار المكان المناسب له بكل حرية.

-نظرية البعد الوطني: ويسمى هذا البعد بالنموذج الوطني وهو أحد المداخل النظرية التي تسعى إلى فهم ظاهرة الهجرة، وهجرة الكفاءات العلمية وتفسر ما تعانيه الدول عند هجرة كفاءاتها العلمية إلى الدول المتقدمة، فهذه النظرية تتناول هجرة الكفاءات والمواهب والقدرات المحلية إلى بلدان رأسمالية لتستفيد من كفاءاتهم وتقدم لهم المقابل المادي الذي يفتقدونه في بلدانهم.

-نظرية البعد العالمي: ويطلق عليه البعد الدولي ويفسر هذا المدخل هجرة الكفاءات العلمية من الدول النامية إلى الدول المتقدمة واستغلال تلك الدول لتلك العقول والكفاءات كأنها ملك لها وتدعي حرية التصرف بها لأنها هي أساس الدعم المادي لتلك الكفاءات العلمية لحاجتهم للمقابل المادي الذي افتقدوه في أوطانهم (الخضيري،2008: 122-148).

-نظرية التطور الطبيعي: تحدث بها عدد كبير من الاقتصاديين الكلاسيكيين والتي ترى أن المجتمعات البشرية تتطور بشكل تلقائي من المرحلة البدائية إلى المرحلة الحضارية ومن أشهر من قالوا بهذه النظرية:

 فرديك لست: ويرى أن مراحل المجتمع تبدأ من بربرية ومن ثم الوعي والزراعة ومن ثم الزراعة الصناعية ومن ثم استخدام الآلات الحديثة والتقنية في الصناعة والزراعة.

كارل بوشير: وقال أن التطور يقتصر على ثلاث مراحل وهي: الاقتصاد الريفي الزراعي ومن ثم المدني وتبادل السلع ومن ثم الاقتصاد القومي والانفتاح على العالم.

 ودورو روستو: ويرى بأن مراحل التطور هي: التقليدية ومن ثم التحضر والتبادل ومن ثم الانطلاق في الانتاج ومن ثم النضج والاستمرار ومن ثم الاستهلاك الكثيف.

 ونلخص من هذه الآراء بأن النمو والتطور هو سلسلة عمليات طبيعية في كل مجتمع (بدر الدين،1993: 81-83).

ومن هذه النظرية يتضح أن التطور والتقدم هو من طبيعة المجتمعات وحاجة من حاجاتهم في الحياة والتي تحقق رغباتهم.

  وقد انتهى البحث لعدد من النتائج والتوصيات أختصرها على النحو التالي:

1-      ضرورة الاهتمام بالفرد حيث هو الأساس في التنمية وتقدم المجتمع وتطوره باعتباره نسق مهم في المجتمع وهذا ما تفسره النظرية التفاعلية والنظرية البنائية الوظيفية.

2-      يعد التعليم ركيزة أساسية في تقدم المجتمعات وعليه يقع الدور الكبير في توعية وتثقيف أفراد المجتمع وتنمية فكرهم وقدراتهم.

3-      أن التنمية البشرية لا تتحقق إلا بوجود تعليم ذا جودة عالية ومتنوع يستمد قوته من العلوم الإنسانية والتطبيقية والطبيعية وغيرها من العلوم الاقتصادية.

4-      تعد مكانة أي مجتمع بتقدمه الصناعي والتقني والاقتصادي.

5-      أن الاهتمام بالكفاءات العلمية الوطنية ومنحها حقوقها المادية والمعنوية، والتي تضمن لهم الاستقرار والعطاء لما فيه خدمة الوطن تحد من هجرتهم خارج أوطانهم.

6-      هناك الكثير من العوامل المسببة في إعاقة التنمية والتي من الممكن تداركها بوضع حلول تنظيمية لتلك المعوقات والعمل على تطبيقها والأهم التأكد من جودة التطبيق.

7-      تحقق التنمية للفرد الرفاهية وذلك لمساهمتها برفع مستوى الدخل وتحسين الوضع الصحي والبيئي والأمني والاقتصادي بشكل عام.

8-      توعية أفراد المجتمع بواجباتهم تجاه مجتمعهم ومحاولة اكتسابهم قيم المواطنة وحب العمل والإخلاص والعطاء مهم للغاية لما فيه مصلحة مجتمعهم والعائد عليهم من جراء ذلك البذل.

9-      ضرورة وضع خطط وإجراءات واضحة ومحددة تنظم أعمال المجتمع وتهدف لتقدمه وتطوره، وتحسين مخرجات التعليم والمؤسسات التعليمية للنهوض بالمجتمع.

10-   من المهم جداً العمل على وضع تنظيم يقلص الاعتماد على العمالة الأجنبية والتي تستنزف قدراً كبيراً من مدخرات الوطن و المحاولة الجادة بتوطين تلك الوظائف، للحد من البطالة والفقر.


قراءة مُثرية ودُمتم بخير 



المراجع :

- بدرالدين، غسان(1993)، جدلية التخلف والتنمية، الطبعة الأولى. بيروت.

- الخضيري، صالح(2008)، هجرة الكفاءات العلمية والفنية العربية إلى الدول المتقدمة، جامعة الملك سعود مركز بحوث كلية الآداب، الرياض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مرحبا بك.

أحدث المشاركات

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

عن المدونة

author SOCIAL RESEARCHER مدونة الدكتور عادل بن عبدالرحمن الخُضيري