معوقات التنمية ومسببات التخلف - الباحث الاجتماعي Social Researcher

أحدث المشاركات

مدونة الدكتور/ عادل بن عبدالرحمن الخُضيري

الأربعاء، 16 أبريل 2025

معوقات التنمية ومسببات التخلف

 



مرحبآ...


موضوع هذه المشاركة هو تتمة لمشاركة سابقة بعنوان
 ( التنمية مفهومها واتجاهاتها ) تضمنت عرض موجز لبحث أعددته سابقاً ونكمل هنا الحديث عن معوقات التنمية ومسببات التخلف..

من معوقات التنمية ومسببات التخلف:
معوقات اجتماعية واقتصادية وإدارية وسياسية وفيما يلي عرض عن تلك المعوقات بإيجاز :

المعوقات الاجتماعية، وتتمثل فيما يلي :-

1- ارتفاع عدد السكان، حيت تعاني معظم الدول النامية من زيادة في عدد السكان وذلك لا يتماشى مع قدرات الدولة الانتاجية ومواردها مما يترتب على ذلك مشكلات اجتماعية واقتصادية وخدمية كالماء والكهرباء والصحة والتعليم والمواصلات(شفيق،1998: 16-18).

2-سوء توزيع السكان، وذلك بزيادة الكثافة السكانية في مناطق عن أخرى مما يؤدي إلى خلل في التوازن و حدوث مخاطر بيئية وصحية.

كما أن العشوائيات والثقافة السكانية لمن يسكن فيها تعد من معوقات التنمية لأن تلك التجمعات السكانية في المناطق العشوائية تعاني من سوء الوضع البيئي والصحي والتعليمي والاجتماعي وما تواجهه تلك المناطق من تلوث بيئي وانتشار للأمراض لانعدام البنية التحتية لتلك المناطق، والفقر هو أكبر ملوث للبيئة(إبراهيم،2000: 209-219).

3- انتشار الأمية وانخفاض التعليم، حيث يكثر ذلك في البلدان النامية مما ينتج عنه تفشي الجهل  ونقص الكفاءات و ضعف الانتاج .

4- انخفاض المستوى الصحي وسوء التغذية، مما ينتج عنه كثرة الأمراض والوفيات لغياب الوعي والثقافة الصحية والغذائية السليمة.

5- الافتقار للعدالة الاجتماعية، مثل التوزيع العادل للدخل وتكافؤ الفرص الوظيفية بين الرجل والمرأة وتشغيل الأطفال وينتشر ذلك في البلدان النامية.

6- عادات استهلاكية خاطئة، مثل التبذير والبذخ في الاستهلاك سواء في استهلاك الكهرباء أو المياه أو الطاقة  أو في المناسبات كالهدايا والكماليات.

7- سوء استغلال لوقت الفراغ، بتضيعة الوقت بدون جدوى بحيث لا يقدم  الفرد ما يفيد به نفسه أو مجتمعه.

8-  التنوع اللغوي، والهدف الاستفادة من العلوم المختلفة في القطاعات الحيوية مثل التعليم والصحة والتنمية من الثقافات الأخرى.

9- ضعف الخدمات المقدمة للأفراد، مما يؤدي إلى هدر أوقاتهم وطاقاتهم وعدم تحقيق مطالبهم.

10- العادات والتقاليد المعوقة للتنمية، مثل البيروقراطية والتسيب والإهمال و اللا مبالاة وعدم الجدية في العمل والإخلاص فيه والاعتماد على المحسوبيات والتواكل على الآخرين في تسهيل الأعمال أو إنجازها كما هناك من العادات السيئة المنتشرة في المجتمعات النامية مثل الرشوة والاختلاس والغش في التعاملات(شفيق،1998: 56-68).

المعوقات الاقتصادية: وتتمثل في:

1- انتشار البطالة في المجتمع، حيث تعد من معوقات التنمية الأساسية في المجتمعات مما يؤدي إلى ضعف الانتاج وانخفاض مستوى الدخل للفرد و الفقر، كما أن للبطالة أنواع وأشكال متعددة وهي :- 

             أ- البطالة السافرة : والتي تعني عدم مشاركة الفرد في العملية الانتاجية.

            ب- البطالة المقنعة : وهي زيادة في قوة العمل لا يقابلها زيادة في الانتاج.

2-ضعف البنيان الصناعي والزراعي، وذلك منتشر في البلدان النامية حيث يندر عمل الأفراد في مهن صناعية وزراعية منتجة ذات ثقل اقتصادي يؤثر بشكل واضح في انتاجية البلد ليس كالمهن الخفيفة والحرفية التي يعمل بها أغلبية الأفراد في البلدان النامية.

3- نقص رؤوس الأموال، وذلك متمثلاً بنقص الادخار والاستهلاك السلبي والاستثمار غير المنتج وهروب رؤوس الأموال للخارج.

4- انخفاض متوسط الدخل للفرد، حيث أن الدول النامية لا يتجاوز نصيبهم من الانتاج العالمي 20% وبذلك تقل دخولهم لضآلة الانتاج القومي فيها.

5- التبعية الاقتصادية للخارج، حيث يقتصر التصدير من الدول النامية لدول متقدمة محددة تكون هذه الدول مسيطرة على تلك الموارد وتصنع من تلك الموارد ما يكفيها ومن ثم تصدره للدول النامية بمبالغ مضاعفة، كما تُجهض الدول المتقدمة أي محاولة من الدول النامية في تصنيع تلك الموارد كما تحاول السيطرة على أجهزة التجارة وعملياتها في الدول النامية واستغلال اقتصاد الدول النامية والضغط عليها بالقروض واحتساب فوائد عالية عليها ومنحها مساعدات مالية لإخضاعها(شفيق،1998: 69-80).

 6- ضعف الموارد الطبيعية، وذلك بعدم الاستغلال الصحيح لتلك الموارد الطبيعية وإهمالها لعدة عوامل إما عدم وجود خبرات كافية أو نقص في المال أو عدم الوعي بأهمية تلك الموارد أو الجهل ونقص المعرفة والعلم والخبرة بطريقة استخراجها والتعامل معها بتصنيعها أو الاستفادة منها بمختلف الطرق المتبعة في الدول المتقدمة.

7- معوقات اقتصادية أخرى مثل : انتشار الجريمة والانفتاح التجاري للخارج وللبنوك الأجنبية وانتشار المضاربة والسوق السوداء وعدم السيطرة على الأسعار وزيادة الاستهلاك بدون خطط ودراسات وافية ومنظمة(شفيق،1998: 81-84).

المعوقات الإدارية: وتتمثل في:

1- سوء إدارة المنشآت وعدم كفاءة الجهاز الحكومي، مثل  عمل الفرد في غير تخصصه و انعدام الكفاءة والخبرة والمؤهلات العلمية.

2- عدم واقعية الأهداف والخطط.

3- ضعف سلطات الجهات التنفيذية.

4- تسرب العمالة الماهرة للقطاع الخاص.

5- الافتقار للقدوة الصالحة وانتشار الفساد.

6- عدم وجود سياسات فعالة لاستخدام وتوزيع القوى البشرية.

7- الافتقار للجدية والإرادة في الإصلاح ومكافحة الفساد الإداري(شفيق،1998: 84-87).

المعوقات السياسية: وتتمثل في:

1- التبعية السياسية، حيث أن معظم الدول المتقدمة تُخضع دول نامية وتسيطر عليها وتمارس عليها أنواع الضغوط.

2- الاستعمار والاحتلال العسكري.

3- الحروب الأهلية وعدم الاستقرار.

4- انعدام الديموقراطية والمشاركة الفعالة في اتخاذ القرارات السياسية، لضعف الثقافة السياسية لدى أفراد المجتمع والمشاركة بالرأي والنقاش في القرارات (شفيق،1998: 88-91).

-وبناء على ما تم ذكره فإن التنمية والتحديث في شتى المجالات لا يمكن تطبيقها إلا بتوفر ثلاثة شروط وهي:

1-      الاستقلال السياسي وإنهاء وضع الاستعمار.

2-      الاستقلال الاقتصادي بإنهاء السيطرة الأجنبية والتبعية.

3-      التحول الاجتماعي العميق المؤدي لاختفاء الطبقات الرجعية وتحقيق الديموقراطية(العيسى، 1999: 119).

كما أن هناك أربع عوامل تحدث نوع من التخلف أو الخلل الثقافي في المجتمع وينتج عنه انعدام التوازن بين عناصر الثقافة مما يجعلها تفقد أصالتها وقيمها الثقافية وهذه العوامل:

1-      الاستعمار- حيث كانت المجتمعات قبل الاستعمار مترابطة اجتماعياً ومتجانسة ولها هوية ثقافية أصيلة ومتكاملة وعلى درجة عالية من التوازن وبعد الاستعمار تأثرت تلك المجتمعات بفكر المستعمر حيث فرضها عليهم وأحدث تغيراً في مجتمعاتهم أدى لتفككهم ومن ثم لتخلف تلك المجتمعات.

2-      العامل السياسي- ويقصد هنا العلاقة بين السلطة والثقافة في تحوير المركب الثقافي محدثة بذلك أزمة أو فقراً ثقافياً.

3-      العامل الاقتصادي- ويرجع إلى ضعف الدخل واستنزاف الموارد الاقتصادية واحتكار الثروة في أيد القلة وفشل الأنظمة السياسية في معظم البلدان المتخلفة في استغلال واستثمار امكانياتها ومواردها الاقتصادية والبشرية.

4-      العامل التكنولوجي- والقصد بأن التقدم التقني واستخدام شتى أنواع التقنية الحديثة، والذي أحدث تغييراً في الهوية الاجتماعية والثقافية وتغير القيم السائدة في المجتمع والانسلاخ من تراثنا الأصيل وقيمنا التاريخية من جراء تصدير الثقافة الغربية مع التقنية الحديثة والإعجاب المبالغ فيها(قنوص،1994: 201-209). 


قراءة مُثرية ودُمتم بخير 


المراجع :

- إبراهيم، محمد عباس(2000)، التنمية والعشوائيات الحضرية( اتجاهات نظرية وبحوث تطبيقية)، دار المعرفة الجامعية، مصر.

- الحسيني، عبدالحسن(2008)، التنمية البشرية وبناء مجتمع المعرفة، الدار العربية للعلوم ناشرون، لبنان.

- شفيق، محمد(1998)، خصائص النمو الحضري، قضايا ومشكلات، الطبعة الثالثة، المكتب الجامعي الحديث، الاسكندرية.

- العيسى، جهينة و زكريا، خضر و الغانم، كلثم(1999)، علم اجتماع التنمية. الأهالي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مرحبا بك.

أحدث المشاركات

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

عن المدونة

author SOCIAL RESEARCHER مدونة الدكتور عادل بن عبدالرحمن الخُضيري