التفاعل الاجتماعي والاتصال الإنساني - الباحث الاجتماعي Social Researcher

أحدث المشاركات

مدونة الدكتور/ عادل بن عبدالرحمن الخُضيري

الأربعاء، 11 سبتمبر 2019

التفاعل الاجتماعي والاتصال الإنساني


مرحبآ...

أشارككم هنا موضوع من الموضوعات الهامة في العلوم الاجتماعية حيث يرى العديد من المختصين بأن موضوع التفاعل الاجتماعي والاتصال الإنساني من الموضوعات الهامة في حياة البشرية ولما يمثله هذان الموضوعان من أهمية فسوغ أتجدث عن تعريف التفاعل الاجتماعي وأهميته كونه ضرورة للاندماج في الحياة الاجتماعية وأساساً في عملية التنشئة والاتجاهات التي تنظم العلاقات بين أفراد المجتمع في إطار القيم السائدة والثقافة، وسأتناول العديد من المحاور الهامة عن التفاعل الاجتماعي من خصائص وأسس ومراحل وشروط التفاعل الاجتماعي، كما يلي جزئية التفاعل، الاتصال الإنساني والذي يعد وسيلة هامة للمشاركة والتواصل مع الآخرين وتبادل الأفكار والمعاني والمعرفة التي يحتاجها الفرد، وقد تضمن القرآن الكريم عدداً من الآيات الكريمة التي توضح أهمية الاتصال ووظائفه للناس كافة، كما وردت أحاديث كثيرة عن أهمية الاتصال ودوره في بناء العلاقات والتفاهم بين الناس، فالاتصال هو فن وعلم يعتمد على غيره من العلوم، والإنسان بحد ذاته يتمتع بقدرات لمعالجة الأفكار وتبادل المعلومات والتعبير عما يريد مع الآخرين.

تكمن أهمية الاتصال بأنه حاجة أساسية للإنسان للحصول على حاجاته الأمنية والغذائية والمأوى ولكي يصبح متفاعلاً مع مجتمعه، لا منعزلاً بل يتطور ويتقوى بعلاقاته الإنسانية في المجتمع الذي يعيش فيه.

إن عملية الاتصال بين البشر عملية أساسية نفهم من خلالها بيئتنا المحيطة بنا لنكون قادرين على التعامل معهم بمعنى نتأثر ونؤثر بالآخرين من حولنا باستخدام الرموز والإشارات ذات المعاني التي تحدث أثراً في المتلقي سواء كماً أو كيفاً، حيث يعد الاتصال أحد أسس بناء أي جماعة إنسانية بوحداتها وتقسيماتها المختلفة ومفاهيمها المتعددة (سعد،2002م:42).

وسأتناول بعض التعاريف والأهمية والخصائص والوسائل ومراحل التفاعل والعوامل المؤثرة في التفاعل، ثم مفهوم وأهمية الاتصال ومراحل الاتصال وشروط حصول التفاعل والاتصال، وقد يظهر هناك تشابه فيما بين التفاعل والاتصال في بعض الموضوعات، إلا أني سوف أذكر ما كتب في المراجع عن هذان الموضوعان.

تعريف التفاعل الاجتماعي:

عرفاه (مرعي وبلقيس، 1984م) بأنه العمليات المتبادلة بين طرفين اجتماعيين في موقف أو وسط اجتماعي معين بحيث يكون سلوك أي منهما منبهاً أو مثيراً لسلوك الآخر ويكون التفاعل عبر وسيط لتبادل رسائل معينة ترتبط بهدف محدد وتتخذ عمليات التفاعل أشكالاً تؤدي إلى علاقات اجتماعية معينة.

وعرفه (Swanson،1965) بأنه العملية التي يرتبط بها أعضاء الجماعة بعضهم مع بعض عقلياً ودافعياً وفي الحاجات والرغبات والوسائل والغايات والمعارف.

ويعرف (سعد جلال، 1985م) التفاعل الاجتماعي بأنه علاقة متبادلة بين فردين أو أكثر يتوقف سلوك أحدهما على الآخر، 

أو يتوقف سلوك كل منهم على سلوك الآخرين.

ويتضح أن المواقف الاجتماعية تنطوي على تفاعل بين أطرافها، لذا يرى (سيد عثمان, 1984م) أن لدراسة التأثر والتأثير بين الفرد والجماعة يجب التركيز فيها على ما يلي:

تحليل عناصر الموقف الاجتماعي، مثل دراسة التوقعات والقيم والأهداف والاتجاهات، ودراسة مدى إدراك الفرد للموقف الاجتماعي، ودراسة الأساليب التي تستخدمها الجماعة في الاتصال فيما بينها لتحقيق التغير والوصول لأهدافها.

أهمية التفاعل الاجتماعي:

تكمن أهمية التفاعل الاجتماعي كونه أساساَ في عملية التنشئة الاجتماعية حيث يتعلم الفرد أنماط السلوك المتنوعة والاتجاهات التي تنظم العلاقات بين أفراد المجتمع الواحد وذلك في إطار القيم السائدة والثقافة والتقاليد الاجتماعية المتعارف عليها.

خصائص التفاعل الاجتماعي:

يمكن لنا أن نستخلص من التعريفات السابقة الخصائص التالية للتفاعل الاجتماعي:

1-     أنه يكون موجهاً نحو هدف معين مثل اشتراك الفرد مع الجماعات المرجعية ليشبع ميوله.

2-     كل فرد له دوره في المجتمع وعليه مسؤوليات وبذلك يحدث التفاعل.

3-     التفاعل الاجتماعي يعطي فرصة للأفراد لتقديم نفسه وشخصيته.

4-     تعتبر اللغة أهم أشكال التفاعل الاجتماعي لاستمرار الهوية الثقافية والتعبير عن الذات.

ووسائل التفاعل الاجتماعي:

1-     وسائل التفاعل اللفظية ومنها الكلام والصوت.

2-     وسائل التفاعل غير اللفظية ومنها التعابير كتعبير الوجه أو الملابس أو الحضن، كتعبير عن المحبة ولغة الاشارة بالنسبة للصم والبكم.

  شروط حدوث التفاعل :

يشترط لحدوث التفاعل وجود موقف من طرفين أو أطراف متعددة، في مكان وزمان محددين، وفي حال انتفى ذلك فلا معنى للتفاعل حينئذ، لأن التفاعل هو نتيجة حوار وطرح متبادل بين طرفين أو أكثر.

مراحل التفاعل الاجتماعي بين الأفراد (طرفي التفاعل) :

1-     مرحلة التعارف: تكون بداية الأمر حين يتبادل الطرفان الحديث والأفكار.

2-     مرحلة التفاوض والمساومة: وهنا يتم تحديد نوع العلاقة بين الطرفين.

3-     مرحلة التوافق والالتزام: يقنع كل طرف الآخر بما لديه من أفكار.

4-      مرحلة الإعلان: يعلن الأطراف القرارات التي تعبر عن القناعات والالتزام لتحقيق التفاعل.

 مراحل التفاعل الاجتماعي (على مستوى الجماعة) :

1-     التعرف: الوصول لتعريف مشترك للموقف والمشكلة والموضوع قيد البحث.

2-     التقييم: وهي الاهتمام بمشكلات الأسس التي تقوم في ضوئها الإبدال أو الحلول المختلفة المطروحة والتعبير عنها.

3-     الضبط: وهي مرحلة الانتقال إلى مشكلات الضبط ومحاولة التأثير فيما بين الأعضاء.

4-     اتخاذ القرارات وتتضمن المرحلة الوصول إلى قرار نهائي.

5-     ضبط التوتر: تتضمن هذه المرحلة مواجهة المشكلات الناشئة عن التفاعل.

6-     التكامل: صياغة تكامل الجماعة والمحافظة على تماسكها.

أسس التفاعل:

1-     الاتصال: وهو أساس العلاقة الاجتماعية.

2-     التوقع: ويعني التأهب الفعلي لاستجابة ما .

3-     إدراك الدور: يقصد به النشاط المنوط بالفرد والأدوار التي يقوم بها لتعامله مع الآخرين.

4-     التفاعل الرمزي: وذلك بتبادل الرموز ذات الدلالة المعنوية بين الأطراف كتعبيرات الوجه واليدين والابتسامة والاحتضان.

5-     التقييم : لحصول التكامل لا بد من تقييم الفرد لسلوكه وعلاقته بالآخرين.

 أهداف التفاعل الاجتماعي:

1-  التفاعل الاجتماعي يساعد في تحقيق أهداف الجماعة.

2-  اكتساب الفرد من خلال تفاعله الكثير من أنماط السلوك التي يجب عليه اتباعها.

3-    يساعد تفاعل الفرد مع الجماعة على تحقيق ذاته.

4-   يساعد التفاعل الفرد على تقييم ذاته حيث يتعرف الفرد من خلال تفاعله على بعض جوانب شخصيته، جوانب القوة والضعف.

5-   دوره في تنمية عملية التنشئة الاجتماعية من خلال إيضاح الفرد لمعايير وقيم وأهداف الجماعة.

 جوانب التفاعل الاجتماعي:

1-  الاتصال: ويعتبر الإدارة الرئيسية للعلاقات، وفي نفس الوقت يعد أداة لجمع المعلومات وأداة للتأثير التي يستخدمها كل أطراف العلاقة.

2-  المشاركة: تعد عاملا مكملا لعملية التفاعل الاجتماعي ، ولكي أتفاعل مع الآخر لابد أن أشاركه الموقف.

3-  إدراك الدور: ويكتسب من خلال الخبرة ومن المشاركات والعلاقات الشخصية.

4- التفاعل الرمزي: ويقصد به التفاعل من خلال الرموز المعرفة بين الأطراف.

5- التكيف الثقافي: من خلال العلاقات والتفاعل تتكون الثقافة بين الأشخاص.

 العوامل المؤثرة في تفاعل الجماعة:

1-     شخصيات الأفراد المشتركين في عملية التفاعل وأدوارهم التي يقومون بها.

2-     الخصائص المشتركة بين الأفراد تكون جزءاً من ثقافتهم.

3-     التنظيم للعلاقات فيما بين الأفراد ومراكزهم وأدوارهم.

4-     طبيعة المشكلة التي تواجهه الجماعة وما يحدث من أحداث تتغير وتتطور بتفاعل الجماعة.

نظريات التفاعل الاجتماعي:

أولاً: النظرية السلوكية

يرى السلوكيون أن عملية التفاعل بين الافراد والجماعات ترتبط بنظرية المؤثر والاستجابة والتعزيز التي يتزعمها العالم الامريكي (سكنر)، ويرى السلوكيون ان المخلوقات الاجتماعية ليست سلبية في تفاعلها بل ان لديهم المقدرة على الاستجابة للمؤثرات أو المنبهات التي يتلقونها خلال عملية التنشئة الاجتماعية القائمة على التفاعل والشخصية التي تتكون وتشكل الفرد أو الجماعة وهي نتيجة مباشرة لهذا التفاعل، فالتفاعل يتمثل في الاستجابات المتبادلة بين الأفراد في وسط أو موقف اجتماعي بحيث يشكل سلوك الواحد مؤشراً أو منبهاً لسلوك الآخر وهكذا فكل فعل يؤدي استجابة او استجابات في اطار تبادل المنبهات والاستجابات، وهم يؤكدون على أن التفاعل الاجتماعي لا يبدأ ولا يستمر إلا اذا كان المشتركون فيه يتلقون شيئاً من التدعيم أو الإثابة التي تقوم على مبدأ اشباع الحاجة المتبادل .
فالتفاعل هنا هو اشباع لحاجات الطرفين اللذين يقوم بينهما التفاعل ، فالطفل يحصل على ما يريد من والديه ، والوالدان يحصلان على ما يريدان من تعلم الطفل للكلام والتواصل اللغوي.

ثانياً: نظرية نيوكمب

ينظر (نيوكمب) إلى التفاعل وكأنه نوع من الجهاز أو النظام الذي ترتبط أجزاءه ببعضها، ويتوقف عمل جزء منه على أداء بقية الأجزاء لوظائفها، وعلى هذا الأساس يقوم الناس الذين يحدث بينهم التفاعل بتغيير سلوكهم نتيجة لهذا التفاعل حيث يتعدل سلوك أحد الطرفين اذا حدث تغيير في سلوك الطرف الآخر.

إن نمطاً من العلاقة المتوازنة تسود بين شخصين متفاعلين عند تشابه اتجاهاتهما وآرائهما بالنسبة لشيء أو شخص او موقف وأن نمطاُ من العلاقة المتوترة غير المتوازنة ينشأ بين الطرفين المتآلفين إذا كان كل منهما يحمل أفكارا أو اتجاها ًمتبايناً نحو طرف ثالث مشترك، كما ينشأ نمطاً من العلاقة غير المتوازية بين طرفين غير متآلفين حتى ولو كانا متشابهين في مواقفهما واتجاهاتهما بالنسبة للطرف الثالث.

وخلاصة ذلك يمكن القول أن نمطاً من العلاقة المتوازنة تسود بين شخصين متفاعلين عندما تتشابه اتجاهاتهما وآرائهما بالنسبة لشيء أو شخص أو موقف معين وهكذا يستنتج (نيوكمب) أن مدى الصداقة والود والتجاذب تقوى بين الطرفين الذين تربطهما موقف واتجاهات وأفكار وآراء متشابهة نحو الأشخاص أو الأشياء أو الموقف والآراء ذات الاهتمام المشترك.

 ثالثاً: نظرية سابمسون

يميل أو يتجه الفرد إلى تغيير إحكامه في المواقف غير المتوازنة التي يسودها التوتر أكثر منه في المواقف المتوازنة ، ويميل الأشخاص بصورة عامة إلى إصدار الأحكام المشابهة لأحكام من يحبون أو يألفون والمخالفة لأحكام من لا يحبون.

ولقد أثبتت التجارب التي أجراها (سابمسون) ان العلاقات المتوازنة في نطاق التفاعل الاجتماعي تكون ناتجة عن اعتقاد أحد الطرفين أن الطرف الآخر الذي نحب يحمل نفس الآراء ويحمل نفس القيم والمعتقدات التي يحمل أو مشابهاً لها ، أو اعتقاد بأن الطرف الآخر الذي لا نحب لا يحمل آراء ومعتقدات أو قيماً شبيهة بآرائه واحكامه، أما العلاقات غير المتوازنة (التوتر) فتكون حسب نتائج التجارب التي أجراها (سابمسون) أيضاً وهذه النتائج هي ما يأتي:

1-   الاعتقاد بان الطرف الآخر الذي نحب يصدر أحكاما تخالف أحكامنا.

2-   الاعتقاد بأن الطرف الآخر الذي لا نحب يصدر أحكاما تشابه إحكامنا.

3-   في كلتا الحالتين فان لأهمية الحكم أو الرأي أو القيمة أثراً كبيراً في وحدة أو قوة العلاقة الناشئة عن الموقف لأن يؤدي اهتماماً أكبر للأمور الهامة والخطيرة التي تؤثر في حياته وتكيفه مع مجتمع اكثر من تلك التي تكون ذات أثر محدود في ذلك كالأحكام المتعلقة بالأكل والشرب مقارنة بالاحكام المتعلقة بفلسفة الحياة أو القيم الاجتماعية أو الأخلاقية أو الدينية أو السياسية.

رابعاً: نظرية روبرت بيلز 1950م.

حاول (بيلز) دراسة مراحل وأنماط التفاعل وحدد مراحل وأنماطا عامة في مواقف اجتماعية تجريبية وحدد (بيلز) عملية التفاعل في عدة مراحل وأنماط، وتحدث عن التفاعل الاجتماعي على أساس من نتائج دراسته وملاحظاته.

ويعرف (بيلز) التفاعل بأنه السلوك الظاهر للأفراد في موقف معين وفي اطار الجماعات الصغيرة لذلك اقتصر في بحوثه على ملاحظة السلوك الخارجي للمتفاعلين ونظر الى عملية التفاعل كما لو كانت مجرد اتصال من الافعال والكلمات والرموز والإشارات ...الخ بين الأشخاص عبر الزمن وقدم بيلز نموذجاً لعملية التفاعل احتل مركزاً هاماً في أساليب البحث في ديناميات الجماعة يطلق عليه اسم( تحليل عملية التفاعل)، وقد قسم مراحل التفاعل الاجتماعي إلى ست مراحل: التعرف والتقييم والضبط واتخاذ القرار وضبط التوتر والتكامل.

وقسم أنماط التفاعل إلى إثني عشر نمطاً مقسمة على أربع مجالات:

الأول : النواحي الاجتماعية الانفعالية الاستجابة الايجابية ومن أنماطه اظهار التماسك ورفع شأن الآخرين وتقديم العون والمساعدة والمكافأة, وإظهار الارتياح والقبول والفهم.

الثاني: النواحي المتصلة بالعمل محاولات الاجابة ويتضمن تقديم المقترحات والتوجيهات وإبداء الرأي والتعبير عن المشاعر وإعطاء التعريف للموقف والتوضيح.

الثالث: النواحي المتصلة بالعمل الأسئلة ويتضمن طلب الرأي والتعريف والتوجيه..

الرابع: النواحي الاجتماعية الانفاعلية الاستجابة السلبية وتتضمن عدم الموافقة والصد والتوتر والعدوان .... وقد وضع بيلز هذا التصور في مخطط يسهل إدراكه.

خامساً: نظرية فلدمان

تستند نظرية التفاعل عند (فلدمان) على خاصيتين رئيستين هما : الاستمرار أو التآزر السلوكي بين أعضاء الجماعة والجماعات الأخرى، ومن خلال دراسة قام بها (فلدمان) على (61) جماعة من جماعات الأطفال، وما توصل إليه هو أن التفاعل الاجتماعي مفهوم متعدد يتضمن ثلاثة أبعاد :

1- التكامل الوظيفي: ويقصد به النشاط المتخصص والمنظم الذي يحقق متطلبات الجماعة من حيث تحقيق أهدافها وتنظيم العلاقات الداخلية فيها والعلاقات الخارجية بينها وبين الجماعات الأخرى .

2-   التكامل التفاعل: ويعني به التكامل بين الأشخاص من حيث التأثير والتأثر وعلاقة الحب المتبادلة وكل ما يدل على تماسكهم .

3-   التكامل المعياري: ويقصد به التكامل من حيث الاجتماعية او القواعد المتعارف عليها التي تضبط سلوك الأفراد في الجماعة.

وفيما يلي أعرض عن الاتصال الانساني، حيث يعتبر ضرورة أساسية لتماسك الأفراد والجماعات، والقدرة على المشاركة والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين ومشاركتهم خبراتهم وتجاربهم وأفكارهم.

تعريف الاتصال:

اشتقت كلمة اتصال من الكلمة اللاتينية (communis) وتعني المشاركة.

(Harms)عرف الاتصال بأنه المشاركة في المعلومات أو تبادلها أو تبادل المشاعر والاتجاهات.

وعرف (Nimo) الاتصال بأنه إلتقاء العقول وإحداث مجموعة من الرموز المشتركة في عقول المشاركين في الاتصال وأنه هو الفهم.

ويذكر (إسماعيل سعد،2002م) أن مفهوم الاتصال بمعناه البسيط هو نقل أو استسقاء أو تبادل المعلومات بين أطراف مؤثرة ومتأثرة أي مصدر ومتلقي ويترتب على ذلك حدوث تغيير في المواقف أو السلوك بمعنى ان العمليات الاتصالية قد تؤدي الغرض منها وتحدث الأثر المرجو.

كما أشار في كتابه إلى تعريف (S.S. Stevens) حيث عرف الاتصال بأنه استجابة الكائن الحي المميزة إزاء محرض. وهو هنا يشير إلى الكائنات الحية وليس الانسان فقط.

أشكال الاتصال الإنساني: وتسمى تكنيكات الاتصال وهي:

1-     اتصال لفظي ومن الممكن أن يكون مكتوباً أو منطوقاً.

2-     اتصال غير لفظي ويتضمن لغة الاشارة أو لغة الجسم، أو تعبيرات الوجه مثل الحزن والعبوس والسعيد والمتعجب والخوف وحركات الرأس أو الجسم أو اليدين.

ومن الامثلة على الاتصال: الحديث والبيع والشراء والتعلم والمحاضرة والمؤتمرات.

أنواع الاتصال:

1-     الاتصال الذاتي. بين الفرد وذاته.

2-     الاتصال الشخصي. بين مرسل ومستقبل أو أكثر.

3-     الاتصال الجماهيري. وهو يقوم على إرسال رسائل معينة إلى جمهور عريض من الناس.

4-     الاتصال المؤسسي: يتم داخل المؤسسة على المستوى الفردي والجماعي.

5-     الاتصال الثقافي: ويتكون من الثقافات المادية وغير المادية الهادف لبناء تفاهم.

عمليات التفاعل أو الاتصال سالفة الذكر لها أهمية كبيرة تم التطرق إليها إلا أن هناك بعض المظاهر أو السلوكيات السلبية تحدث نتيجة التفاعل أو الاتصال ومنها : الصراع النفسي نتيجة تعارض مصالح الأفراد أو حزن الفرد من الرسالة المرسلة، ولهذا النوع من الصراع مواقف متعددة ومنها صراع الاحجام والابتعاد والإقدام والتنافس والتعاون.

عناصر عملية الاتصال:

1-     المرسل: هو المصدر أي منشئ الرسالة وقد يكون شخص يتلكم أو يؤشر بيديه أو بجسمه.

2-     الرسالة: هي جوهر عملية الاتصال وقد تكون مكتوبة أو صوتية أو بإشارة أو ابتسامة أو خبر.

3-     وسيلة الاتصال: هي أداة نقل الرسالة الاتصالية من المرسل إلى المستقبل.

4-     المستقبل : هو المستهدف من عملية الاتصال وقد يكون صغيرا أو كبيرا ذكرا أو أنثى.

5-      الاستجابة وهي التغذية الراجعة وتعني مدى قبول الرسالة أو رفضها وقد تكون الاستجابة سريعة أو متأخرة وتكون الاستجابة ناجحة عند فهم محتوى الرسالة وهدفها.

6-     التأثير: هو المحصلة النهائية للاتصال ويظهر ذلك على المستقبل

 مراحل عملية الاتصال:

1-     مرحلة إدراك الرسالة : وهي تحمل اقرار المرسل برسالته وأهميتها.

2-     مرحلة الترميز: وتعني تحويل المعاني إلى رموز لغوية.

3-     مرحلة اختيار وسيلة الاتصال وتحتمل وسيلة أو أكثر لنقل الرسالة.

4-     مرحلة فك الرموز: تحويل رموز الرسالة إلى معاني مفهومة .

5-     مرحلة الاستجابة أو التغذية الراجعة وتعتمد على قبول الرسالة من المستقبل.

6-     مرحلة فك الرموز وهي تحويل رموز الرسالة الاتصالية الجديدة إلى معان.

شروط حصول الاتصال:

1-     أن يكون لدى المرسل فكرة .

2-     يتم تحويل الفكرة إلى رسالة اتصالية.

3-     إرسال الرسالة.

4-     استقبال المستقبل الرسالة.

5-     تفاعل المستقبل مع الرسالة.

6-     اعطاء استجابة من المستقبل إلى المرسل.

أهداف الاتصال:

يهدف الاتصال إلى تغيير في :

1-     المعلومات: ويحتمل ذلك معلومات جديدة أو تصحيح لمعلومات خاطئة أو إعطاء معلومات خاطئة للتضليل والتأثير على المستقبل.

2-      الاتجاهات: من المهم تعلم اتجاهات الاخرين ومنها الجانب المعرفي والعاطفي والسلوكي والمستقبلي ومحاولة التعديل أو التغيير فيه.

وظائف الاتصال:

للاتصال وظائف عدة هامة لتبادل الأفكار والمعاني وفهم الآخرين ومشاركة الانسان أفكاره، وتتمثل الوظائف كما يلي:

1-     وظائف تثقيفية: المعرفة المتبادلة بين الناس.

2-     وظيفة تربوية: تهدف للتعلم من الآخرين والاستفادة من تجاربهم وتراثهم وخبراتهم.

3-     وظيفة اجتماعية: يهدف في تكوين علاقات اجتماعية.

4-     وظيفة سياسية: يساهم في التثقيف السياسي وعملية الاتصال بين الحاكم وشعبه.

5-     وظيفة فكرية دينية: للاتصال دور هام في نشر تعاليم الدين.

خصائص الاتصال:

1-     الاتصال عملية ديناميكية: يتم فيها تبادل المعلومات والأفكار بين الناس.

2-     الاتصال عملية مستمرة: أي ليس له نهاية وأنه مستمر باستمرار الحياة على الأرض.

3-     الاتصال عملية دائرية: بمعنى أنها لا تسير في خط واحد بل بشكل دائري حيث يشترك فيها الناس جميعاً.

4-     الاتصال عملية لا تعاد: بمعنى أن الكلمات والمعاني تتغير بتغير الزمان والمكان والجمهور المستقبل.

5-     لا يمكن إلغاء الاتصال يتمثل ذلك بزلة اللسان أو الخطاء الغير مقصود لا يمكن إلغاؤه.

6-     الاتصال عملية معقدة لما تحتويه من أشكال وأنواع وشروط يجب اختيارها بدقة عند الاتصال وإلا سيفشل الاتصال.

                                            قراءة مُثرية ودُمتم بخير

 

  المراجع :

كتبت هذه الورقة عن موضوعا التفاعل الاجتماعي والإتصال الإنساني من المذكرة المعتمدة للمقرر بعنوان (قراءات نظرية حول قضايا اجتماعية)، بالإضافة إلى ما يلي:

 حلمي، منيرة (2006م) التفاعل الاجتماعي. 

 الإنترنت:   http://kenanaonline.com/users/azhar-gaper/posts/565612

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مرحبا بك.

أحدث المشاركات

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

عن المدونة

author SOCIAL RESEARCHER مدونة الدكتور عادل بن عبدالرحمن الخُضيري