المنهج الكيفي أو النوعي - Qualitative Research - الباحث الاجتماعي Social Researcher

أحدث المشاركات

مدونة الدكتور/ عادل بن عبدالرحمن الخُضيري

الخميس، 14 يونيو 2018

المنهج الكيفي أو النوعي - Qualitative Research

 




مرحبآ،،،

مقدمة عن المنهج الكيفي:

لا يخفى على أي باحث أنه لإجراء أي بحث في المجال الاجتماعي يتعين عليه أن يضع خطة استراتيجية وتكتيكية تعين الباحث للوصول إلى الأهداف والنتائج المرجوة من البحث، وضرورة تحديد المعالم الرئيسية لنوع المعلومات المطلوبة ونوع الأدوات اللازمة لجمع المعلومات وطريقة التحليلات هل هي كمية أم كيفية والتي سيتم تصميمها لتنفيذ خطة البحث الاستراتيجية، وذلك لأنه يستلزم تخطيط البحث قبل تنفيذه وتقويم المنهج الذي سيتبع في البحث(حسن،1998م:126).

    وهنا يجدر بي قبل التعمق في الحديث عن المنهج/البحث الكيفي الإشارة بأن البحوث العلمية كما ذكر (الجوهري،2009م) تنقسم حسب أسلوبها وطبيعة المشكلة الى بحوث كمية وكيفية (نوعية):

1-              بحوث كمية  Quantitative Research

2-             بحوث نوعية   Qualitative Research

البحوث الكيفية هي التي يقوم بها الباحثون في مجال العلوم السلوكية والاجتماعية وكذلك الممارسون في تلك المجالات المهتمون بالسلوك الانساني، وأن هذه البحوث تستخدم لدراسة المنظمات والجماعات والأفراد، ويمكن تنفيذه بواسطة فرق بحثية أو أفراد متخصصين (ستراوس وكوربن،1999م:15).

مسميات البحث الكيفي وهي:

1-             البحث النوعي.

2-             البحث الاثنوجرافي.

3-             البحث الإجرائي.

4-             البحث الحقلي.

5-             البحث التفسيري(http://www.socialar.comvbshowthread.phpt=6415).

كما أن هناك تسميات أخرى ذكرها العساف (1995م) تتفق مع مضمون البحث الكيفي ومنها: الملاحظة بالمشاركة ودراسة الحالة ( القحطاني وآخرون، 2004م:194).

فتعدد مسميات البحوث الكيفية/النوعية قد يكون لتعدد أهدافه التي تتفق مع المضمون البحثي كما ذكر العساف مسبقاً ولأنها تقوم على استخدام الطريقة الاستقرائية والترميز في نتائج البحث، وتقوم بالتفكير بالجزء انتهاءً إلى الكل، وكما أن استخدام البحث النوعي يزيد من فهمنا للظاهرة وللحصول على وجهات نظر مختلفة أو للحصول على معلومات معمقة من المبحوثين، يكون من الصعب التعبير عنها بالطرق الكمية أو الإحصائية، واهتمامها بشرح وتفسير الظواهر الاجتماعية وفهمها، ويعد البحث النوعي "من أكثر البحوث اهتماماً بفهم الظواهر الاجتماعية من المبحوثين من خلال آرائهم ومعتقداتهم وعلى الباحث دور مهم بجمع الأفكار وتحليلها"(أبو زينة، وآخرون،2005م: 32)، 

كما أن "البحث الكيفي يسعى لفهم الظاهرة المدروسة فهماً ثاقباً من أجل وصفها وتشخيصها"(الغريب،2012م:96).

ومن المهم الإشارة لعناصر البحث النوعي وهي:

أولاً: البيانات التي يمكن جمعها من المقابلات والملاحظات.

ثانياً: الإجراءات التفسيرية أو التحليلية المختلفة المستخدمة للوصول للنتائج أو النظريات والتي يطلق عليها الترميز أو التنظيم.

ثالثاً: التقارير اللفظية والمكتوبة (ستراوس وكوربن،1999م:16)  

تعريف المنهج الكيفي:

عرفه (Epstein 1985) بأنه المنهج المستخدم لمعرفة الخصائص الأساسية والضرورية للظواهر الاجتماعية والنفسية(الدامغ،1996م).

وفي تعريف آخر فإن البحوث الكيفية هي "الأبحاث التي تعتمد على دراسة الظاهرة في ظروفها الطبيعية، حيث يهتم الباحث بالعمليات والمعنى"(القحطاني وآخرون،2004م:50).

وعرف بأنه البحث الذي "يتم فيه التعبير عن البيانات الخام وعن نتائج التحليل بصورة غير كمية حيث يلجأ الباحث إلى مجموعة من البيانات ويحللها تحليلاً كيفياً لأن العينة غير عشوائية ولأن الظاهرة المراد دراستها غير رقمية ولابد من دراستها كيفياً، ولأن الشواهد الكيفية التي يحصل عليها الباحث كافية ومقنعة"(الجوهري،2009م:170).

ويعرّفه (كريسويل 1998م) بأنه:"عمليةُ تحقيق للفهم، مستندة على التقاليد المُتميّزة لمنهج البحث العلمي التي تقوم بالكشف عن مشكلة اجتماعية أو إنسانية. ويقوم الباحث ببناء صورة معقدة وشمولية ويُحلل الكلمات، ويضع تقريرا يفصّل فيه وجهات نظر المرشدين ثم يقوم بإجراء الدراسة في الموقف الطبيعي."(الهراس،2002م).

وقد قدم (أنسليم ستراوس، 1999م) تعريف لمصطلح البحث الكيفي بأنه "أي نوع من البحوث لم يتم التوصل إليها بواسطة الإجراءات الإحصائية أو وسائل كمية(عرابي،2007م:43).

فمن التعاريف السابقة يتضح لنا أنها تصف خصائص البحث الكيفي وأساليبه وطرق علاجه للمشكلات أو الظواهر الاجتماعية، وتظهر لنا التعاريف بأن البحوث الكيفية هي التي تدرس الظاهرة الاجتماعية دراسة كيفية لا تستخدم البيانات الكمية يقوم فيها الباحث بتحليل النتائج من المبحوثين وتقديم آرائه وتحليلاته وملاحظاته حول نتائج البحث بدون تطبيق الجداول الإحصائية، كون البحث كيفي كما أشار مسبقاً (الجوهري وعرابي).

خصائص المنهج الكيفيي:

1-             المنهج الكيفي يهتم لفهم الظواهر أو القضايا المدروسة فهماً متعمقاً وليس سطحياً أو مجرد إحصاء رقمي، وذلك لاتخاذ الاجراء أو القرار المناسب للحل، وهذا ما يقصد بالتفسير(الدامغ، 1996م).

2-             المنهج الكيفي قائم على الاستقراء يهتم بالظواهر بصفة أكثر شمولية وله نظرة أنثربولوجية حيث أن الأنثربولوجيا الاجتماعية تعد من المعرفة المتعمقة للواقع الاجتماعي وترتبط بالمجتمع والأفراد والتغير الاجتماعي، وهنا يقصد الانفتاح.

3-             يهدف للكشف عن العلاقات القائمة في إطار الظواهر الاجتماعية وتأثيرها على الأداء الاجتماعي، ويقصد هنا التفاعل بين الأفراد.

4-             الفهم المتعدد للمعاني عن طريق السياق الاجتماعي.

5-             الفهم المتعمق للأحداث والظواهر الاجتماعية والعلاقات القائمة في إطار الظواهر الاجتماعية وأثر هذه العلاقات على الأداء الاجتماعي.

6-             الظواهر الاجتماعية والسياسية لا يمكن إخضاعها للتحليل الكمي لتعقدها ولسرعة تغيرها من وقت لآخر فإن التعبير عنها بأرقام يشوه إدراكنا لحقيقة تلك الظواهر وبذلك يكون التحليل الكيفي مهماً هنا (الدامغ، 1996م).

إجراءات المنهج/ البحث الكيفي:

لكل بحث علمي إجراءاته المنهجية والبحث الكيفي يتكون من: مستخلص البحث ومقدمة ومشكلة البحث وأهمية البحث وتساؤلات ومفاهيم وإطار نظري يوضح النظريات المفسرة للبحث وعرض للدراسات السابقة وأوجه الاختلاف والتشابه بينها وبين البحث ثم عرض للإجراءات المنهجية وفيها عرض نوع البحث والمنهج وحدود البحث والأداة المستخدمة وطريقة تدوين البيانات والتأكد من صدق البيانات، ثم عرض وتحليل إجابات المبحوثين والبيانات المقدمة، وكتابة خلاصة البحث ثم نتائج البحث ومناقشة النتائج وكتابة توصيات.

دور الباحث في المنهج الكيفي:

الباحث يستخدم المقابلة وجها لوجه بتفاعل مع المبحوث وللتعمق في الأسئلة، ووصف سمات المبحوثين بدقة أكثر ومن أرض الواقع بطبيعتها وبأسلوب يصف الظاهرة المدروسة وبشرح مفصل ويقدم بيانات ومعلومات دقيقة عن المبحوثين، كما هناك مهارات القيام بالبحث النوعي تتمثل في "التحليل النقدي للأوضاع، والتعرف على التحيز والابتعاد عنه، والحصول على بيانات ثابته وصادقه، والتفكير بأسلوب تجريدي وحساسية نظرية واجتماعيه، وإبقاء بعد تحليلي لتفسير الظواهر الملاحظة" (ستراوس وكوربن،1999م).

خطوات المنهج الكيفي تنقسم لثلاث مراحل:

1-             تحديد مجال البحث وموضوعه، ماذا سيبحث بشكل عام.

2-             تحديد السؤال البحثي: ماذا يريد الباحث أن يجد.

3-             تحديد سياق البحث: وهو الموقع والحدود التي سيتم فيها البحث(هوليداي،2007م:47).

(هس بيبر و ليفي، 2011م: 47-48).

الأدوات المستخدمة في المنهج الكيفي:

1-             الملاحظة المباشرة غير المقننة.

2-             الملاحظة غير المقننة.

3-             المقاييس غير المقننة والطبيعية.

4-             المقابلات المتعمقة الفردية أو الجماعية وتسجل صوتيا أو كتابة.

5-             تحليل الوثائق وتشمل التقارير والخطط والمنشورات.

6-             المذكرات اليومية والتقييم اليومي(http://educad.me/1364/qualitative-research).

 لأهمية المقابلة المتعمقة في البحوث الكيفية كما يرى الكثير من الباحثين في هذا المجال، فسوف أعرض القليل من المعلومات عن المقابلة المتعمقة وتعريفها واستخداماتها ومميزاتها: فالمقابلة المتعمقة تستخدم في البحوث الكيفية والتي تسمى أيضاً بالمقابلة المكثفة، "والمقابلة المتعمقة من أبرز الأساليب المستخدمة لجمع المعلومات في منهج دراسة الحالة"(الجوهري،2009م:245).

تعرف بأنها: "نوع من الحديث الهادف مع بعض الأشخاص الذين يملكون المعلومات وتدور أسئلة المقابلة حول الآراء والحقائق أو السلوك أو المعتقدات أو الاتجاهات وهي الوسيلة الرئيسية لجمع البيانات النوعية"(أبو زينة، وآخرون،2005م:193).

وقد عرف محمد الجوهري المقابلة المتعمقة بأنها: "أداة استكشافية تمكن الباحث من التعمق في مشاعر فرد ما نحو ظاهرة اجتماعية معينة وجوانب تعريفه بها وكيفية ربطه لها في جوانب الحياة الاجتماعية، وتعتبر من الأدوات الهامة التي تستخدم في العلوم الاجتماعية حيث يبدأ المتخصص في المقابلة المتعمقة بسؤال شخص ما مجموعة من الأسئلة العامة ويتبع نقاط معينة لطرح أسئلة أكثر تحديداً حتى يصل إلى فهم الموضوع فهماً عميقاً"(الجوهري،2009م:211).

كما يستفاد بشكل كبير من استخدام المقابلة المتعمقة حيث تعمق المبحوثين في رواية القصص والأحداث القديمة وفق تسلسلها الزمني بقدر الإمكان من الماضي إلى الحاضر حيث يساعد ذلك المبحوث على التذكر وانسياب المعلومات باتساق تام"(نوري،2007م:63).

وتتميز أداة المقابلة بمزايا متعددة وهي: "أن العائد منها أعلى من الاستبيان لحصول الباحث على المعلومات بارتياح مع المبحوث، ووفرة في المعلومات وأنها تكشف عن الغموض على بعض الإجابات التي تكون إما ناقصة أو مبهمة ولا تعتمد كثيراً على المستوى التعليمي للمبحوث حيث يمكن لمن لا يعرف القراءة والكتابة أن يجيب على أسئلة الباحث، ويمكن للباحث أن يملي الأسئلة على المبحوث كما يراه مناسباً ومنها يتأكد من صدق البيانات والمعلومات التي قدمها المبحوث"(نوري،2007م:146-147).

ومن مميزات المقابلة وهي "أنها فضاء للتبادلات والتفاعلات المباشرة وجهاً لوجه، وبشكل منتظم وفق أسلوب ومنهجية محددة تقوم على الصياغات التساؤلية المفتوحة وعلى أسلوب ومنهجية الإنصات اليقظ والودي والمحايد، ويتم فيه إعادة صياغة وطرح الاستفسارات الهادفة، حسب تداعيات الحوار وأهداف المقابلة، والتي تجعل المبحوث أكثر استعداداً وقابلية للتحدث بتلقائية وحرية وفاعلية وخاصة بالنسبة للقضايا والمواضيع الأكثر دلالة وحساسية وحميمية بالنسبة إليه"(الهراس،2002م:68).

كما يجب أن يراعي الباحث عند طرح أسئلة المقابلة أدبيات البحث العلمي، "بأن ترتب الأسئلة بحيث توافق توقعات المبحوث وتجذب اهتمامه ولا تثير لديه الشكوك، وتعينه على التذكر وتحفزه على الإجابة بالتفصيل، وعلى الباحث استخدام عبارات واضحة وسهلة بحيث تخلق الثقة والراحة لدى المبحوث"(نوري،2007: 228).

وللتأكد من صدق البيانات هناك عدة أنواع من الصدق تستخدم في مجال البحث النوعي، حيث أشار لها ماكسويل(1992-1996م)، وهي: الصدق الوصفي، والصدق التأويلي أو التفسيري، والصدق النظري وهذه الأنواع هي التي تعطي التقارير البحثية درجة من الواقعية والدقة في شرح الظواهر والتعبير عنها وفهم الباحث لأفكار المبحوثين وآرائهم بشكل موضوعي، وذلك عندما يتناسب ما يقدمه المبحوثين مع الواقع الاجتماعي ويمكن للنظريات الاجتماعية تفسيرها(http://www.socialar.comvbshowthread.phpt=6415).

تفريغ البيانات:

بعد الانتهاء من مقابلة المبحوثين، يبدأ الباحث بتفريغ البيانات المسجلة كتابياً أو صوتياً ويكون تقديم البيانات بطريقة منظمة حسب إجراءات وخطوات البحث الكيفي ويحرص الباحث على أن تكون البيانات اللفظية مكتوبة كما ذكرت من المبحوثين مع توضيح للمفاهيم، وكمثال على طريقة كتابة البيانات كما يلي:

بحيث تكون الفقرة متوسطة أو مائلة الخط

كمثال : وعند سؤال المبحوث الأول أو الثاني ،،،،،   أجاب بأن:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أو بالطريقة التالية: وكانت إجابة المبحوث على سؤال البحث كما يلي :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 مميزات المنهج الكيفي:

1-             إمكانية التنوع في تنظيم وترتيب الدراسة بغض النظر عن الصيغة المستخدمة.

2-             التنوع في التفاصيل وتعدد التعبير اللفظي الذي يمنح المدخل البحثي المصداقية.

3-             يقدم فيه الباحث فهماً متعمقاَ وتفسيراً شاملاَ لمجال البحث الموضوعي.

4-             الوصف الشمولي والمكثف للظاهرة الاجتماعية(هوليداي،1998م:80).

5-             ذكر بابي(1989م:285) أن المنهج الحقلي وهو أحد مسميات المنهج الكيفي له مميزات ومنها: الواقعية والدقة وقوة التحديد للمتغيرات والنظريات الناتجة عن الفرضيات الأساسية التي يتم استنتاجها من البحوث الحقلية.

6-             كما ذكر أن المنهج الحقلي يتمتع بقدرة فائقة على دراسة واقع الظواهر من حيث الاتجاهات والسلوك ودراسة التطورات الاجتماعية عبر الزمن(القحطاني وآخرون، 2004م: 201).

ويضيف (عرابي،2007م) بأن" البحث الكيفي فتح آفاقاً جديدة للبحث الاجتماعي يعجز البحث الكمي عن طرقها، وأنه يدرس في الجامعات المختلفة وأصبح منهجاً مستقلاً"(عرابي،2007م:46).

عيوب المنهج الكيفي:

1-             الباحث عرضه للتحيز.

2-             سرد البيانات لا يسمح بإعادة سردها كما لو كانت كمية.

3-             طول الوقت والجهد في جمع البيانات.

4-             الباحث يكتفي باستكشاف السلوك وتفسيره دون محاولة التنبأ به.

وذكر القحطاني وآخرون(2004م) بأن لمنهج البحث الحقلي بعض العيوب نظراً لاعتماده على الأسلوب الكيفي أكثر من الأسلوب الكمي فإنه لا يعطي نتائج وصفية دقيقة عن مجتمع كبير، وأن هناك مشاكل في أدوات جمع البيانات المستخدمة في البحث الحقلي والتي قد تجعل الباحث يصبح عضوا فاعلاً في مجال العمل لحرصه على المشاركة وهذا يتعارض مع دوره كباحث وكذلك أداة الملاحظة فإنها غير موضوعية لتأثرها برأي الباحث عند إعدادها وتفسيرها.

كما ذكر بابي(1989م) بأن النتائج التي يتم التوصل إليها من خلال البحث الحقلي تعتبر اقتراحية وليست حقيقية نتيجة بعض التحفظات المرتبطة بالصدق والثبات والقدرة على التعميم، ويعد ثبات البحث احقلي مشكلة كبيرة بالنسبة للحصول على نفس النتائج عند إعادة الدراسة، وأن من مشاكل البحوث الحقلية أن الملاحظة تتم بشكل شخصي وأن المعايير التي يستخدمها الباحث قد لايستخدمها باحث آخر، وأن الباحث يتعمق في فهم الظواهر والأشخاص إلى درجة كبيرة ولا يمكن تعميم هذا الفهم مثل الحال عند الاعتماد على العينات والمقاييس الموحدة(القحطاني وآخرون،2004م :203-203).

كما أن معارضي المنهج الكيفي ومنهم (منك) انتقد المنهج الكيفي وذكر الأسباب التالية:

1-             استخدام عدد قليل من المبحوثين، قد يتراوح عدد المبحوثين ما بين 50 حتى 100 وأسباب قلة المبحوثين تعود للتكاليف والوقت.

2-             لا يستخدم عينات حقيقية حسب مبدأ العشوائية.

3-             لا يستخدم المتغيرات الكمية.

4-             لا يستخدم التحليلات الإحصائية(عرابي،2007م:44-46).

اختلاف آراء العلماء تجاه المنهج الكمي والكيفي:

رأى (Epstein1985) أن المنهج الكمي يستخدم عادة لحصر وربط الظواهر الاجتماعية والنفسية، وأن المنهج الكمي له نظرة نوعية ذو خاصية جزئية قائم على الاستنباط وموضوعي موجه نحو النتائج ومحايد يحقق النتائج بشكل موضوعي رقمي قابلة للملاحظة والقياس، أما المنهج الكيفي يستخدم لمعرفة الخصائص الأساسية والضرورية للظواهر الاجتماعية والنفسية، ويرتبط بأكثر من منهج مثل الاثنوغرافي ودراسة الحالة والمقابلات العميقة والملاحظة بالمشاركة، وهو منهج قائم على الاستقراء يهتم بالظواهر بصفة أكثر شمولية وذاتية موجهة نحو الخطوات (الدامغ، 1996م).

فالمنهج النوعي يتم استخدام البيانات والمعلومات لبناء وتطوير مفاهيم ونظريات تساعدنا على فهم العالم الاجتماعي، فهو أسلوب استقرائي للبناء وتطوير النظريات، بينما المنهج الكمي يقوم باختيار نظريات موجودة وتم اقتراحها، فهو أسلوب استنباطي، ويهدف التحليل الكيفي إلى الكشف عن الدلالات والمعاني التي تحملها البيانات والمعلومات المتعلقة بالظاهرة محل البحث ويهدف لتحديد نوعية هذه الظاهرة وخصائصها المميزة لها من خلال القراءة المتعمقة لتلك البيانات والمعلومات ومحاولة الوصول إلى معرفة خلفياتها وأبعادها والتي تكون غالباً غير معبر عنها صراحة سواء كانت في نص مكتوب أو فكرة متداولة أو ملاحظات وانطباعات سجلها الباحث عن المشكلة(غانم،2008م:153).

وقبل الانتقال لعرض الفروقات بين المنهجين أود إلقاء الضوء على تعريف المنهج الكمي فتعرف البحوث الكمية بأنها: "أبحاث علمية يتم جمع المعلومات والبيانات اللازمة لها باستخدام بعض أدوات القياس الكمية التي تتولى تطبيقها على عينة من أفراد المجتمع بحيث يتم تحليل ومعالجة تلك البيانات التي يتم جمعها باستخدام الأساليب الاحصائية"(القحطاني وآخرون،2004م.ص:50).

وقد أشار (عرابي،2007م) لما قدمه (غرتلر) عن أهم أوجه النقد للبحث الكمي:

1-             أن الظواهر الاجتماعية لا توجد خارج الفرد بل تقوم على تأويلات الأفراد لجماعة اجتماعية ما (كما قاله دوركهايم وأتباعه).

2-             أن القياسات الكمية لا تستطيع تحديد الفعل الاجتماعي.

3-             أن صياغة الفرضيات قبل البحث تعد مشكلة وذلك يعني فرض شئ على الفاعلين لا يستند إليه فعلهم وبذلك لا يؤدي مشروع البحث الطابع الطبيعي الوضعي لفهم السلوك الانساني.

4-             البحوث الكمية تعرض إحصاءات ونسباً وقليلاً ما تبين كيف يتصرف الإنسان فعلاً وكيف تبدو تأويلاته للفعل.

5-             البحوث الكمية تستطيع التقاط مظاهر المجتمعات السطحية والأكثر بساطه، وغالباً تكون نتائج دراساتها قليلة الجدوى لمن تعنيهم النتائج.

6-             أن منهج البحث الكمي يعطي صورة مضللة عن الإنسان يهمل الجوانب الخاصة والذاتية، وتعجز عن تفسير السلوك الإنساني وعن تفسير البنى الاجتماعية(عرابي،2007م:55-57).


قرآءة مُثرية ودُمتم بخير.

 

المراجع:

1)     أنسليم ستراوس، وجوليت كوربين(1999م). أساسيات البحث الكيفي: أساليب وإجراءات النظرية المجذرة، ترجمة :عبدالله الخليفة، الرياض، مركز البحوث والدراسات الإدارية.

2)     أبو زينة، فريد كامل والإبراهيم، مروان وعدس، عبدالرحمن  وقنديلجي، عامر وعليان، خليل(2005م). مناهج البحث العلمي: طرق البحث النوعي، عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة.

3)     بيبر، شارلين هس و ليفي، باتريشا(2011م). البحوث الكيفية في العلوم الاجتماعية، ترجمة: هناء الجوهري، القاهرة : المركز القومي للترجمة.

4)     الجوهري، محمد محمود(2009م). أسس البحث الاجتماعي، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، الطبعة الأولى، عمان.

5)      الدامغ، سامي(1996م). التعدد المنهجي: أنواعه ومدى ملاءمته للعلوم الاجتماعية، الرياض: جامعة الملك سعود.

6)      حسن، عبدالباسط محمد (1998م). أصول البحث الاجتماعي، مصر، مكتبة وهبة، الطبعة الثانية عشر.

7)     القحطاني، سالم وآخرون(2007م). منهج البحث في العلوم السلوكية،الرياض، مطابع جامعة الملك سعود، الطبعة الثانية.

8)     عمر، معن خليل(2004م). مناهج البحث الاجتماعي، عمان: دارالشروق للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى.

9)     عرابي، عبدالقادر عبدالله(2007م). المناهج الكيفية في العلوم الاجتماعية، دمشق: دار الفكر، الطبعة الأولى.

10) غانم، إبراهيم البيومي(2007م).مناهج البحث وأصول التحليل في العلوم الاجتماعية، القاهرة: مكتبة الشروق الدولية.

11) نوري، محمد عثمان الأمين(2007م). تصميم البحوث في العلوم الاجتماعية والسلوكية، خطوات البحث العلمي، الجزء الأول، جده: خوارزم العلمية للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى.

12) الهراس، المختار(2002م). المناهج الكيفية في العلوم الاجتماعية، البيضاء المغرب: مطبعة النجاح الجديدة، الطبعة الأولى. 

13) هوليداي، ادريان. إجراء البحث الكيفي وكتابته، ترجمة شوقي الشريفي، وهيا المزروع. مطابع جامعة الملك سعود، الرياض.

 

مواقع المصادر من الإنترنت:

1) http://educad.me/1364/qualitative-research

2)http://www.socialar.comvbshowthread.phpt=6415


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مرحبا بك.

أحدث المشاركات

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

عن المدونة

author SOCIAL RESEARCHER مدونة الدكتور عادل بن عبدالرحمن الخُضيري