مرحبا،،
مفهوم التنظيم Organization
عرَّفه تالكوت بارسونز بأنَّه "نسق اجتماعي له اتجاه أساسي هو تحقيق هدف ما أو مجموعة أهداف، ومكوَّن من أقسام وإدارات بمثابة أنساق فرعية لكلٍّ منها هدف محدد إلاَّ أنَّها تتساند وتتكامل وظيفياً لتحقيق الهدف العام للتنظيم".
وعرَّف التنظيم بأنَّه "الشيء ذو البنية التنظيمية، وهو مجموعة من الأعضاء
تنظم معاً في تناغم وانسجام محققة بُنية متكاملة تَنشد هدفاً مشتركاً رغم أهدافها الجزئية".
كما عرف ديموك M.
E. Dimoc التنظيم: بأنَّه "كل ما تقرره الجماعة من ترتيبات
وإجراءات تنظيمية ومعايير وضوابط سلوكية وما يقترن بذلك أو يترتب عليه من تكوينات
بِنيوية ووحدات وظيفية من شأنها تعيين جهود أعضائها وتنسيق العلاقات المتبادلة
بينهم وتحديد مسؤوليات كلٌّ منهم بَغيَّة التحقيق الواعي للأهداف والمصالح
المشتركة للجماعة".
كما عرف أميتاي إتزيوني التنظيم بأنَّه "وحدة اجتماعية يتم
إنشاؤها من أجل تحقيق هدف معين، ويكون له أهداف"، وأشار أيضاً لتعريف برنارد
للتنظيم بأنَّه "نظام للتعاون، يظهر في الوجود عندما يكون هناك أشخاص قادرون
على الإتصال ببعضهم البعض وراغبون في المساهمة بالعمل، لتحقيق أهداف مشتركة".
وقد عرف آرثر دنهام تنظيم المجتمع بأنَّه "العملية الواعية للتفاعل الاجتماعي الذي يحدث في المجتمع لمواجهة الاحتياجات وإيجاد التوازن ما بين حاجات المجتمع وموارده، ومساعدة أفراد المجتمع على التعامل الفعَّال مع مشكلاتهم، والعمل على تحقيق أهدافهم من خلال المشاركة والتعاون فيما بينهم، والعمل على التأثير على متخذي القرارات لإحداث التغيير المطلوب".
كما عرف جاك روثمان تنظيم المجتمع بأنَّه "العمل من خلال المختصين على تقوية المشاركة وزيادة قدرة السكان على مواجهة مشكلاتهم".
وقد عرفت التنظيم إجرائياً: بأنَّه نشاط وتفاعل بين أفراد المجتمع يَتَّسم بالوعي والإدراك لمسؤولية كلٌّ منهم وفق خُطط إستراتيجية محددة وهادفة لمعالجة قضايا اجتماعية بأفكار متطورة لتحقق تنمية مستدامة للمستفيد وللمنظمة، يتم ممارسته في مؤسسة رسميَّة مُعترف بها ومُصرح لها من الدولة.
مفهوم الثقافة التنظيمية:
عرَّفها العاجز (2011م:10) بأنَّها "نموذج من
الافتراضات الأساسية تُخترع وتكتشف وتُطوَّر من قبل مجموعة معينة للتغلب على
مشكلات ومعوقات التكيف الخارجي والتكامل الداخلي ولها مصداقية معتبرة وتُعلَّم
للأعضاء الجدد لتكون أساساً معتبراً من الوعي والإدراك والتفكير".
نظريـة التنظيم الإجتماعي
Social Organization Theory
ترى النظرية بأنَّ "التنظيم الاجتماعي
يتكون من مجموعة من الأفراد مجتمعين ببعضهم ويتعاونون مستخدمين موارد بشرية ومادية
وطبيعية؛ لتحقيق أهداف شخصية وجماعية وفق سلوك منظم يسعى لتحقيق أهداف التنظيم
ورضى العاملين فيه" (خاطر وفهمي
وبدوي، 2001م:88).
وقد عرَّف باك (1953م)
التنظيم بأنَّه "نظم مستمرة من الأنشطة الإنسانية المتميزة والمتناسقة التي
تستخدم مجموعة من الموارد الإنسانية والمادية والمالية والفكرية والطبيعية في نظام
متميز فريد لحل المشكلات، يعمل على إشباع بعض الرغبات الإنسانية متفاعلاً مع غيره
من النظم في البيئة المحيطة به" (القريشي، 2015م).
كما أسهم ماكس فيبر في تعريف التنظيم حيث
عرَّفه "بالجماعة المتضامنة التي تتصف بعلاقات اجتماعية تقوم على قواعد
مُنظّمة تُحدد شروط العضوية، كما يتم تقوية النظم الملزمة لأفراد الجماعة من خلال
الدور الذي يقوم به أفراد معنيين في وظائف رئاسية وقيادية وقد يجمع هؤلاء جهاز
معين يتخذ شكل الجهاز الإداري" (علام، 1994م:38).
كما عرَّف تالكوت بارسونز التنظيم بأنَّه
"نسق اجتماعي له اتجاه أساسي وهو تحقيق هدف ما أو مجموعة أهداف، وهذا الإتجاه
يمثل سمة أساسية من سمات التنظيم كما يشمل في الوقت ذاته جانبين أولهما: العلاقات
الخارجية التي تشير إلى علاقة التنظيم بالمجتمع، والثانية: البناء الداخلي للتنظيم
كنسق اجتماعي"(علام، 1994م:38).
وأشار
بن زاوي (2018م:70) بأنَّ نظرية التنظيم الاجتماعي "تعتبر نظاماً مستمداً من
الأنشطة الإنسانية المتفاعلة، والتي تستهدف استخدام الموارد البشرية والمادية في
نظام اجتماعي يؤدي إلى تحقيق إشباع للحاجات الإنسانية المتنامية والتي تتفاعل مع
البيئة الخارجية من خلال أنشطتها".
ويشير
القريشي (2015م) بأنَّ وايت باك (1953م، (White Bakke يركز في دراسته للتنظيم على الأفراد، حيث يرى بأنَّهم عنصر أساسي
أو مورد رئيسي للتنظيـم؛ وذلك لما يتمتعون به من دوافع واتجاهات وميول، بالإضافة
إلى تكوينهم الجسماني وقدراتهم الفسيولوجية، وأنَّهم يعدُّون من المتغيرات المحددة
للسلوك التنظيمي، كما ركَّز على التفاعل القائم بين الأفراد العاملين في المؤسسة
وأهدافهم، وبين المؤسسة وأهدافها، ولقد أوضح أهداف كلا الطرفين وتأثيرهما المتبادل
والارتباط بينهم أو ما يُسمّى بالاندماج، بحيث أَطلق عليه روابط المنظمـة ويقصد به
التنظيمين الرسمي وغير الرسمي، وقد ركَّز على مفهوم التنظيم الاجتماعي والتكوين
الداخلي له.
كما يشير القريشي (2015م) إلى أنَّ باك
(1953م) يرى أنَّ التنظيم "عبارة عن أنشطة وعلاقات إنسانية متفاعلة فيما
بينها، وقد أطلق على تلك العلاقات صفة التميّز والتناسق، وأنَّها تسعى لتحقيق هدف
محدد يتفق عليه أفراد المجتمع، ويلبي احتياجاتهم".
وبيَّن القريشي (2015م) بأنَّ التنظيم
يُستمد من عدة مكوِّنات قد حددها باك (1953م)، على النحو التالي:
أولاً: الموارد الأساسية، وتشتمل على عناصر مادية وفكرية وطبيعية موجودة
في محيط المجتمع وتستخدم لتحقيق أهداف التنظيم وتساعد في تأدية كل وظيفة من وظائف
التنظيم.
ثانياً: الأنشطة، وتشتمل على الأنشطة الرقابية والإنتاجية، والأنشطة التي
تحرص على المحافظة على توازن واستقرار التنظيم، وتهدف للإستفادة من الموارد وتحويل
تلك الموارد إلى منتجات للتنظيم يتم عرضها على المجتمع.
ثالثاً: ميثـاق التنظيـم، ويُعد هذا الميثاق المحدد لاسم التنظيم ووظائفه
وأهدافه الرئيسية وقيمه ورموزه، وهذا الميثاق هو ما يميز كل تنظيم عن غيره من
التنظيمات الأخرى.
رابعاً: روابط التنظيم، ويقصد بها العلاقة المتبادلة والاعتماد المتبادل
بين أجزاء التنظيم وعناصره المتفاعلة وعناصره المختلفة، بحيث تؤدي قوة هذه الروابط
إلى تحقيق أهداف التنظيم.
كما
يشير القريشي (2015م) إلى أنَّ باك (1953م) حدَّد أنواع الأفراد الذين يرى أنَّهم
يشكلون أهمية للتنظيم وسلوكه، بحيث قسَّمهم إلى أنواع وهم: "الأفراد الذين
يمارسون عملهم فعلياً في التنظيم، والآخرين الذين من المحتمل أن ينضموا كأعضاء في
التنظيم، وآخرهم العاملين مع التنظيم ويساهمون في أداء وظائف التنظيم وتحقيق
أهدافه".
ويتَّضح بأنَّ باك (1953م)
يهتم بالجوانب الفسيولوجية الطبيعية والنفسية والاجتماعية للأفراد، باعتبارهم
عنصراً أساسياً في التنظيم، وأنَّ لهم أهمية مؤثرة في التنظيم، كما أنَّهم يتأثرون
هم أيضاً بطبيعة التنظيم وتكوينه (القريشي، 2015م).
ويؤكد كفاوين (2009م:15) على أهمية تنظيم
المجتمع؛ وذلك لازدياد الحاجات والمشكلات الاجتماعية، ولأهمية تحسين مستوى
الخدمات، ودعم المتخصصين لتصبح الخدمات المقدمة بجودة عالية، ونظام إداري سليم
ومهارات فنية وتدريب وتنسيق للجهود.
ويرى (أدمون برك) بأنَّ
هناك إستراتيجيات تعمل على تنظيم المجتمع فيما يخص مشاركة المواطنين، وتعتبر
كأساليب مساعده لتحقيق المشاركة الشعبية للمواطنين في البرامج والمشروعات
المجتمعية، وأنَّ هذه الإستراتيجيات يمكن أن تستخدمها المنظمات الاجتماعية، وهي
على النحو التالي:
1)
إستراتيجية العلاج والتعليم: وتركِّز على إشباع
احتياجات معينة لدى المشاركين ممَّا يُحسِّن أحوالهم ويجعلهم أكثر قدرة على إنجاز
الأهداف، وتتضمن في التعليم وتطوير الثقة في النفس والواقعية لدى المشاركين.
2)
إستراتيجية تغيير السلوك: ويرى أنَّ مشاركة
الجماعة قوة لتغيير سلوك الأفراد، وذلك لتأثر الأفراد بالجماعات التي يشتركون
معهم.
3)
إستراتيجية تدعيم العاملين: وتقوم على جذب
المتطوعين للمشاركة في أعمال المنظمات والمؤسسات الاجتماعية والحث على التطوع.
4) إستراتيجية التطابق:
وتَعتبِر مشاركة المواطنين بمثابة عملية اجتذاب عناصر جديدة، كقياديين أو إلى جانب
القيادات الحالية في المنظمات (العمري، 2000م:101).
قراءة ممتعه ومفيدة ودمتم بخير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
مرحبا بك.