مرحبا،،،
قد يتبادر لذهن القاريء بأنه لا فرق بين مسمى إدارة المخاطر وإدارة الأزمات، ولكن في حقيقة الأمر فإن هناك اختلاف في مراحل إدارة كل منهما يستدعي من المهتمين التركيز على تلك الفروقات، وأعجبني مما قرأت حول هذا الموضوع ما كتبه الأستاذ/ علاء أبو نبعة وهو خبير في الحوكمة والتدقيق، ولديه خبرة طويلة في هذا المجال وحاصل على العديد من الشهادات المهنية العالمية ذات العلاقة.
حيث أشار بأن أهم الفروقات بين إدارة المخاطر (Risk Management) وإدارة الأزمات (Crisis Management) تتثمل في أنهما تركزان على مراحل مختلفة من عملية إدارة المخاطر حيث تعد إدارة المخاطر عملية تحديد وتقييم وتخفيف المخاطر التي يمكن أن تؤثر على المؤسسة، ويتضمن ذلك تحليل المخاطر المحتملة واتخاذ خطوات لمنع حدوثها أو تقليل تأثيرها إذا حدثت، كما وتهدف إدارة المخاطر إلى منع حدوث أزمة أو تقليل احتمالية حدوثها.
من ناحية أخرى تعد إدارة الأزمات عملية الاستجابة لحدث أو حالة غير متوقعة لها القدرة على التأثير بشكل كبير على المؤسسة. وتهدف إدارة الأزمات إلى احتواء الوضع وتقليل الضرر وإعادة العمل إلى التشغيل العادي في أسرع وقت ممكن.
على الرغم من أن إدارة المخاطر تركز على منع حدوث أزمة، تركز إدارة الأزمات على الاستجابة لأزمة حدثت بالفعل.
كما تتضمن إدارة المخاطر المراقبة والتقييم المستمر للمخاطر المحتملة، بينما تتضمن إدارة الأزمات استجابة سريعة لحدث محدد.
وتعد إدارة المخاطر وإدارة الأزمات عمليتين متكاملتين ولكنهما مختلفتين حيث تهدف إدارة المخاطر إلى تحديد وتخفيف المخاطر المحتملة، بينما تركز إدارة الأزمات على الاستجابة لحدث أو حالة غير متوقعة.
كما يوجد فروقات أخرى بين إدارة المخاطر وإدارة الأزمات يمكن عرضها من عدة جوانب وفقاً لما يلي:
١- الهدف: تهدف إدارة المخاطر إلى تحديد وتقييم المخاطر المحتملة وتحديد الإجراءات الوقائية المناسبة لتخفيف تأثير هذه المخاطر، بينما تهدف إدارة الأزمات إلى التعامل مع الحدث الذي وقع بالفعل والحد من التأثير السلبي له.
٢- المدى الزمني: تعد إدارة المخاطر عملية دائمة تحدث على مدار الوقت وتتطلب متابعة مستمرة وتحليل للتغييرات في البيئة المحيطة بالعمل التجاري، أما إدارة الأزمات فهي عملية عاجلة تحدث في أثناء حدوث الأزمة.
٣- التركيز: يتم التركيز في إدارة المخاطر على تحليل المخاطر المحتملة وتقييمها وتحديد الإجراءات الوقائية المناسبة، بينما يتم التركيز في إدارة الأزمات على الحد من التأثير السلبي للحدث المحدد والعودة إلى الوضع الطبيعي في أسرع وقت ممكن.
٤- الأدوات والتقنيات: تستخدم إدارة المخاطر العديد من الأدوات والتقنيات مثل التحليل الإحصائي وتحليل تدفق العمليات والنماذج الاقتصادية والتكنولوجية. بينما الأدوات والتقنيات المستخدمة في إدارة الأزمات: خطط الطوارئ، وجداول العمل، والتدريبات العملية.
٥ - الفريق: تحتاج إدارة المخاطر إلى فريق يتمتع بالخبرة والمعرفة المتخصصة في مجال تحليل المخاطر، وإدارة الأزمات تحتاج إلى فريق ذوي خبرة في التعامل مع الأزمات والتخطيط للطوارئ واتخاذ القرارات السريعة.
٦- التحضير: تحتاج إدارة المخاطر إلى التحضير والتخطيط المسبق لتحديد المخاطر المحتملة ووضع إجراءات الوقاية المناسبة، وإدارة الأزمات تحتاج إلى التحضير المسبق لخطط الطوارئ والتدريبات العملية وإعداد الأدوات والتقنيات المناسبة للتعامل مع الأزمات.
٧- الإنفاق: تتطلب إدارة المخاطر إنفاقاً لتنفيذ الإجراءات الوقائية، بينما تتطلب إدارة الأزمات إنفاقاً لتنفيذ خطط الطوارئ ولتخفيف التأثير السلبي للأزمة.
٨- العلاقات العامة: تحتاج إدارة الأزمات إلى العلاقات العامة الجيدة والاتصال المستمر مع الجمهور ووسائل الإعلام للحد من التأثير السلبي للأزمة على صورة المنظمة، بينما لا تتطلب إدارة المخاطر عادة العلاقات العامة الواسعة النطاق.
٩- القدرة على التعلم: تتيح إدارة الأزمات للمنظمة الفرصة للتعلم والتحسين والتحضير للأزمات المستقبلية، بينما تحتاج إدارة المخاطر أيضًا إلى القدرة على التعلم والتحسين، ولكن يكون ذلك بطريقة مختلفة، حيث يتم تحليل البيانات وتقييم الأداء وتحسين العمليات المستخدمة لإدارة المخاطر.
قراءة مُثرية ودُمتم بخير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
مرحبا بك.