covid19 والضبط الاجتماعي - الباحث الاجتماعي Social Researcher

أحدث المشاركات

مدونة الدكتور/ عادل بن عبدالرحمن الخُضيري

الثلاثاء، 24 مارس 2020

covid19 والضبط الاجتماعي


مرحبآ...

يتوجب على المختصين والمهتمين في العلوم الاجتماعية إبراز أهمية موضوع الضبط الاجتماعي وخاصة في ظل أزمة فايروس covid19 الذي اجتاح العالم، وذلك في سبيل التوعية بخطورة هذه الجائحة، حيث اتضح للجميع عبر وسائل الإعلام المختلفة سلوك الأفراد في عدة مجتمعات تجاه مواجهة هذه الأزمة، وما نتج من تلك السلوكيات الغير منضبطه من سلبيات عدة.
وسأعرض في الأسطر القادمة اليسير عن الضبط الاجتماعي ليتبين للقارئ ما هيته..
فالضبط الاجتماعي هو مجموعة من الآليات والأسس والسياسات المجتمعية والسياسية التي تتولى مسؤولية توجيه وتسيير سلوك الأفراد في مجتمع ما سعياً للوصول إلى الالتزام والاتباع التام للقواعد الحاكمة للمجتمع أو لفئة اجتماعية أو حكومية ما.
وأنواع الضبط الاجتماعي تصنف وسائل الضبط الاجتماعي إلى عدة أنواع، وهي: وسائل غير رسمية هي عبارة عن مجموعة من القيم والمبادئ والمعايير التي يفرضها مجتمع ما على أفراده تحت مسمى التنشئة الاجتماعية يسعى من خلالها لصقل شخصية أفراد المجتمع ضمن أطره. كما يمكن تعريفها على أنها مجموعة من الأنشطة والعمليات التي يمارسها الفرد منذ بداية حياته من سلوكيات وأفعال، وتبدأ بالتطوّر شيئاً فشيئاً ضمن ما هو مقبول مجتمعياً، وتصنف إلى عدة أشكال: 
الضبط الداخلي: ينبع هذا النوع من أنواع الضبط الاجتماعي من الانسان نفسه، وليس من البيئة المحيطة به، ومن أبرز أشكاله الضمير والمعايير الأخلاقية التي تحث الفرد على السير بالاتجاه الصحيح، ويكوّن ثماراً للتنشئة الأسرية التي اكتسبها الفرد في المراحل الأولى من حياته. الضبط الخارجي: وهو ما يفرضه المجتمع على أفراده من أوامر ونواهٍ، ويكون الانقياد لها إلزامياً، ويخضع من يخالفها للعقاب المجتمعي، ومن أبرز مصادر الضبط الخارجي الجهات الحكومية. الضبط الإيجابي: يقتضي هذا النوع بما تنتهجه مجموعة داخل مجتمع ما حول أفكار معينة لتدفع الفرد نحو الإيجابية، ويتمثل ذلك بالامتثال والمدح والتقدير المادي والثناء، والتي تحفز الفرد وتشجعه على الالتزام.
 الضبط السلبي: يستخدم هذا النوع مجموعة من القواعد والأوامر الصارمة لإجبار الفرد على الانقياد للأوامر والامتثال لها، كفرض العقوبات وإخضاع الفرد للتهديدات، فيصبح الفرد بذلك ملزماً على الخضوع خوفاً من العواقب الوخيمة التي قد يقع فيها في حال مخالفته لها.

أهمية الضبط الاجتماعي يترك الضبط الاجتماعي أثراً سامياً في المجتمع لما له من أهمية بالغة، وهي: يحقق الضبط الاجتماعي للمجتمعات التوازن والاستقرار. ينظم العلاقات بين الأفراد والمعاملات فيما بينهم، ويعّد وسيلة مثلى لتطبيق الأنظمة والتخلص من الفوضى. يساعد القوانين والأنظمة في تطبيق الرقابة وفرضها على المجتمعات، وفرض السيطرة أيضاً على تصرفات وسلوكيات الأفراد في المجتمع من خلال التنشئة الاجتماعية. يركز الضبط الاجتماعي على معاقبة مخالفي القوانين والضوابط الاجتماعية وسد هذه الثغرات بما يطبقه بحقهم من عقوبات، يسيطر على الأمور المتنازع عليها في المجتمعات ويحقق العدالة بينهم، ويقوّم الانحرافات الاجتماعية.

من نظريات الضبط الاجتماعي هذه أهم النظريات المتعلقة بالضبط الاجتماعي وفقاً لوجهات نظر باحثي الضبط الاجتماعي وهي كالتالي: نظرية الضوابط التلقائية يكشف واضع هذه النظرية سمنر بأن سلوكيات الأفراد تخضع للتنظيم من قبل الأعراف والعادات السائدة، وينقاد الفرد لهذه الضوابط المجتمعية بشكل تلقائي، وتركز هذه النظرية أساساً على ما يتبعه مجتمع ما من عادات وتقاليد تعبّر عنه تماماً. نظرية الضبط الذاتي يشير كولي في هذه النظرية إلى الأنماط والقيم والرموز في مجتمع هي الأساس في تنظيم وتسيير أموره، وعرّف الضبط الاجتماعي على أنه مجموعة من العمليات يمارسها مجتمع لخلق ضوابط يراها مناسبة لمجتمعه، وتتماشى مع العادات والتقاليد السائدة في ذلك المجتمع.

وأخيراً ما أود أن أوضحه هو أن من كان سلوكه منضبطاً داخلياً فقد ساهم في حماية نفسه وأسرته ومجتمعه في مواجهة خطر انتشار الفايروس، وذلك يعد من أشكال الضبط الداخلي الذي ينبغي على الجميع العمل به.

قراءة مُثرية ودُمتم بخير 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مرحبا بك.

أحدث المشاركات

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

عن المدونة

author SOCIAL RESEARCHER مدونة الدكتور عادل بن عبدالرحمن الخُضيري